للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجزائر كلها إلى بركان وزلزال ضد الاستعمار وأنها في الوقت نفسه، ستقضي نهائيا على عوامل التفرقة، ويكتمل عقد الإتحاد والتضامن باتصال طرفيه، والاتحاد أخطر سلاح يخشاه الاستعمار، وعباس لم يقفز إلى هذه الزاوية المتطرفة دفعة واحدة، وإنما انتقل إليها تدريجيا، تدرج العارفين المؤمنين، وبين أيدينا الآن، تصريح له إلى جريدة الأكسبريس الباريسية.

[المقاومة]

في ١٠ يناير ١٩٥٦ نقتطف منه ما به الحاجة، قال عباس:

أتكلم الآن عن المسألة الرئيسية وهي المقاومة. فالمقاومة في الجزائر، ذات شوكة قوية، لا من حيث عدد الرجال الذي يتضاعف يوما فيوم، بل من حيث الأسباب التي دعت لانبعاث هذه المقاومة بالخصوص، والتي ما تزال قائمة الذات، بحيث أصبحت المقاومة اليوم في نظر جميع السكان المسلمين بالجرائر، مصدر الأمل الوحيد.

س - كيف ترى الحلول الملائمة للمشكلة؟

ج - إن رأيي في هذا الصدد، معروف عام ١٩٣٤، وقد أتيحت لي إذ ذلك، الفرصة لأشرحها بنفسي للجنرال كاترو، وهي تتلخص في الاعتراف بالواقع الوطني في الجزائر، وهذا الاعتراف ينطوي على اعتراف الحكومة الفرنسية في أقرب الآجال - إذا شاءت أن تحقن الدماء - بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره بنفسه.

س - وهل تنتهي الاشتباكات والمعارك فورا، في حالة ما إذا أعلن ذلك الاعتراف.

ج - هذا ما أعتقده إعتقادا قويا، وعلى كل فإن ذلك الاعتراف، يكون خطوة كبيرة نحو الانفراج.

<<  <   >  >>