العقبة الوحيدة التي يمكن أن تعرقل هذه الوحدة أو هذا الإتحاد، فهي الاستعمار الفرنسي فقط. وهذا الاستعمار، إذا فاته أن يعرقل استقلال هذه البلاد فلا يقصر في بذل أعظم الجهود، لعرقلة وحدتها أو إتحادها، فالاستعمار الفرنسي مثل الشيطان تماما، والشيطان يهمه أن يحمل الإنسان على الكفر بالله، فإذا عجز عن ذلك، أقنع بأن يضعف إيمانه على الأقل، أما وجود سلطان في مراكش، وباي في تونس، فإني أؤكد أنه لا يشكل عقبة دون الوحدة أو الإتحاد مطلقا، فلقد رأيت السلطان الشرعي "محمد بن يوسف" يجازف بعرشه حين ساومه الاستعمار الفرنسي على مصالح بلاده والشعب العربي في مراكش، وكذلك فعل ملك تونس السابق الشهيد "المنصف باي".
[عدد الثوار]
س - كم هو عدد الثوار في ظنك، وإلى أي حد يتمتعون بتأييد الأمة الجزائرية .. ؟
ج - إن عدد الثوار في الجزائر هو في نظري على قدر عدد نفوس الأمة الجزائرية نفسها، فالأمة الجزائرية برجالها ونسائها، وصغارها وكبارها، كلها ثائرة وكلها متألمة ومقاومة وآيسة، فمن استطاع من الجزائريين أن يصعد إلى الجبل ويحمل السلاح، فهو الآن في الجبل، ومن لم يستطع ذلك أو ليست رسالته هي حمل السلاح فمثل هذا أيضا ثائر وهو في بيته، أو في دكانه، أو في مكتبه، أو في مزرعته، وثائر في أي مكان تظله فيه السماء وتوحي إليه باسترداد حريته وحقه أو الإستشهاد والفناء دون ذلك، ويكاد يكون الحال كذلك في مراكش وآمل أن يصير مثل ذلك أو قريب من ذلك في تونس أيضا أما تأييد الأمة الجزائرية للثوار، فليس له حد ولا نهاية، لأن المفروض أن الأمة كلها ثائرة، وأنها جميعا هي الثوار فهي المؤيدة "بالفتح" والمؤيدة "بالكسر".
ومن نعم الله على الجزائر بالذات أن الفرنسيين فيها، رغم دهائهم ومكرهم