وخسائرنا كانت مع الأسف جدية: ما يقرب من ثلاثمائة وخمسين قتيلا في المقاطعات الثلاث، وما يقرب من مائة جريح، ونحن نحب هنا أن نؤكد إعجابنا للنخبة من قواتنا المسلحة، التي أظهرت شجاعة مدهشة وإخلاصا ونزاهة، وقد وقع حادث نريد أن نعبر عن أسفنا بصدده، وهو جرح أحد الأطباء من طرف عناصرنا في منطقة "أوراصيف". وقد أرسلت رسالة اعتذار في الوقت لعائلة الطبيب.
والقتال الذي نقوم به ضد الجيش الفرنسي لم ينسنا الخونة منا فقد قتل منهم عدد كبير، ومئات آخرون منهم سيظلون محتفظين بعلامة خيانتهم طيلة حياتهم في وجودهم.
إن الصحافة الاستعمارية والإذاعة، قد فعلت كل شيء لتجند ضدنا الرأي العام داخل الجزائر وخارجها، فهي تصورنا بكوننا مجرمين ومطاردين، بمقتضي الحق العام، ممن لا يخسرون شيئا في المغامرة، ونحن نؤكد أن ٩٩ في المائة من قواتنا العاملة، هم من الفلاحين الطيبين، وتكاد تكون أكثريتهم الساحقة من أباء العائلات، ومن شبان المدن الذين لم يدخلوا السجن قط في حياتهم، والواحد في المائة هم من المساجين السياسيين.
ويحاول المستعمرون أن يتهمونا بأننا عملاء موسكو، ومرة بأننا عملاء القاهرة أو تطوان أو لندن أو واشنطن، ونحن نجيب بأننا لسنا ملكا لأحد، فنحن نخدم قضية الجزائر وحدها، ولا يوجد في صفوفنا أي أجانب، لا تونسيون، ولا مصريون ولا ألمان. إن الجزائريين والجزائريون وحدهم هم الذين يقومون بالقتال ويديرون دفته.
[مسألة السلاح]
والإستعمار يعلل نجاحنا العسكري بورود السلاح إلينا من الخارج، وهذه أيضا كذبة ضخمة، إن السلاح الذي بأيدينا قد أخذناه من العدو. على أنه صحيح أن