التعميم، الصلاة بالخصوص، على من بلغنا الإيمان بهم، وبما جاءوا به للإنسانية في غابر عصورها، سيدنا ونبينا رسول البشرية محمد إمامهم حين الإصطفاف للصلوات، وخاتمهم في عالم الرسالات والنبوات، وعموم الدعوة إلى الإنس والجن من حضر زمانه، ومن يأتي إلى يوم تقوم الساعة.
[تحية الوافدين]
أما بعد فسلام عليكم أيها الوافدون لمشهد من مشاهد الدعوة الإسلامية، ولموقف من مواقف تجديد العهد، على أن تكونوا لهذه الحركة الإسلامية، في المنشط والمكره، وفي العسر واليسر، وفي الرخاء والشدة، وفي الفرح وعند المحنة، ومرحى بكم أفرادا وجماعات، وشكرا لكم على ما تحملتموه من أتعاب وأوصاب، وما مسكم من مشقة وآلام، في سبيل الله، من يوم أن تأسست جمعيتكم، وظهرت هيئتكم إلى الوجود، وانتسبتم إليها، فتشرفتم بالإنتساب لأفضل المبادئ وأقوم الدساتير، واشتهرتم شرقا وغربا، بأنكم رمز حي لأولئك الذي كانوا، في خير أزمنة الإنسانية، قد حبسوا أنفسهم وأوقاتهم، وحياتهم على خدمة المثل الصالحة، وكدتم تفهمون أهل هذا الزمان، وظيفة الذين تشير إليهم بعض من آيات القرآن العظيم كآية:{رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم} آل عمران: ٣٥. فأنتم يا أشباه النذور لخدمة الشريعة، ونصوصها وكتابها، وروحها، ولنشرها، والمحافظة عليها، والدعوة إليها، رضيتم من هذه الدنيا، بما لا يقبله لأنفسهم، عبيد الدنيا، أولئك الذين لا يوجدون إلا في مظاهر الفخفخة الزائفة، فجزاء الله لكم على ما أسلفتم في ماضي أيامكم، وعلى ما تتحملونه في أيامكم هذه، وعلى ما أنتم عازمون على تحمله، في مستقبل أيامكم، إنكم لم تدخلوا فيما دخلتم فيه، من أعباء هذه الحركة، وأثقال هذه المهمة، على عمى بما فيها من جهد يتطلب كثيرا من الصبر والجلد، ولا على