نحن لا نتعلم شيئا من الأمريكيين الذين قضوا قضاء تاما على الهنود الحمر، والذين قتلوا الصبي ايميت ثيل، والذين طاردوا الطالبة الزنجية في ألباما. وقد استقبل جمهوره هذه العبارات الهستيرية بالهتاف.
[الموقع الأخير الباقي]
هذا بينما خلف الستار، زعيم آخر - يدعى أندريه أشياري - يدعي أنه يسيطر على فرق كبيرة منظمة، مستعدة للقيام بأعمال الإرهاب، وقد كان في يوم من الأيام من قادة حركة المقاومة، وكان أحد الأشخاص الذين سارعوا في التمهيد لغزو قوات الحلفاء في شمالي إفريقيا في عام ١٩٥٢، وفي وسط كل هذا الاضطراب، قام اثنان من نواب بوجاد، ذي النزعات الفاشية الواضحة، بزيارة استطلاعية للجزائر، وقضينا يوما طويلا في الاستماع إلى أقوال المواطنين الساخطين.
ومشاعر هؤلاء المستوطنين، لم تعد تحتمل الخطأ، ففي بار فندق - سان جورج - الذي كان إيزنهاور قد اتخذه مقرا لقيادة قواته في شمالي إفريقيا.
صرخت مدام كريستيان رينو - وهي سيدة محتفظة بجمالها رغم تقدمها في السن، ووالدة لجيلين من المستوطنين الفرنسيين - صرخت بقولها:
هذه بلادنا، فهل يتوقعون منا الآن أن نتخلى عنها دون قتال؟ إن هذه لن تحدث، وأنا سأموت هنا، قبل أن يتم ذلك، وسيموت أبنائي معي.
كما صرح أحد الفرنسيين القادمين إلى الجزائر، حديثا متباهيا بالرشاشات الخمسة عشرة التي أحضرها معه من فرنسا، استعدادا للطوارئ، ثم أضاف متجهما "إن هذا هو الموقع الأخير الباقي".