فكونوا أنتم أمناء على هذه الوكالة، وإلا فإن عقابه القاسي لكم بالمرصاد، وإلا فإن انتخابات أخرى جديدة ستحمل إلى المجلس صنفين اثنين لا ثالث لهما (الشيوعيون)(والبوجاديون) لأنهم في هذه المعاني أقرب إلى عقلية الشعب الفرنسي وعواطفه ومصالحه، وإلى الواقعية والمثالية معا من سواهم، ونحن مستعدون لنقول إلى كل من يحسن إلينا أحسنت، وإلى كل من يسيء إلينا أسأت من غير نظر إلى مذهبه وعقيدته. ولقد علمنا داهية أوروبا (المستر تشرشل) أن نتعاون مع الشيطان إذا كان ذلك في سبيل وطننا وأمتنا.
وبعد؛ فإني أعرف جيدا بأن سفاراتكم في هذا الشرق مهتمة فعلا بكل ما يقال لدولتكم أو عليكم، وأنها ترفع ذلك إلى الحكومة بحذافيره من غير طلب ولا رجاء ومع ذلك فإني أرجو من سفارتي بيروت ودمشق بصفة خاصة بأن ترفع إلى دولتكم، وإلى الخارجية القرنسية نسخة مترجمة من هذا الكتاب المفتوح الذي بعث منه نسخة لكل منهما، ثم أرجو أخيرا من دولتكم أن تطلعوا عليه حكومتكم ومجلسكم، وأرجو لكم مرة أخرى في مهمتكم الشاقة كل توفيق والسلام من المخلص.
الفضيل الورتلاني
[صدى ثورة الجزائر في الشرق]
ما كادت ثورة نوفمبر سنة ١٩٥٤، تندلع نيرانها في الجزائر، حتى ارتفعت أصوات الجزائريين الأحرار، في كل بقعة من الشرق والغرب، وكان في مقدمة من سارع إلى توجيه نداءات للثوار وللأمة، مؤيدا ومشجعا ومحرضا، مكتب جمعية العلماء الجزائريين بالقاهرة.
الذي كان يمثله، الأستاذ البشير الإبراهيمي، والأستاذ الفضيل الورتلاني.