الاستعمار في هذا السبيل جهدا ومالا لا حد لهما، حتى بدا لهم في الصورة الظاهرة، كأنهم نجحوا نجاحا واسعا، فكان مظهر الخرافات في الأوساط المتدينة، أكبر منفر للشباب الواعي من تعاليمه، وكانت موجة الإلحاد التي يقودها الاستعمار، ويشن حربها بمهارة وفن، تتعاون مع تخريف رجال الدين، فشاعت البلبلة في النفوس، والاضطرابات في العقول، حتى وجد من بين كبار المثقفين الجزائريين، من أنكر وجود أمة حرة اسمها الجزائر في التاريخ، ووجد كثرة من أولئك المثقفين، دعوا إلى الإندماج في فرنسا، حتى ظنوا أن ذلك هو السبيل الوحيد للوصول إلى حياة حرة كريمة ..
وهنا جاء دور جمعية العلماء الجزائريين، لتصرخ في وجه التيارات المدمرة أن .. قف!! هنا العروبة في صفحاتها المشرقة، وهنا رسالة الإسلام الإنسانية الواضحة ليلها كنهارها. وسأحدث القراء في الكلمة الآتية عن دور هذه الجمعية الخطير، في بعث الجزائر والمغرب العربي بشيء من التفصيل.
[شروط الجنسية العربية]
قال سيد العرب محمد - صلى الله عليه وسلم -
"إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية، وتعظمها بالآباء، الناس من آدم وآدم من تراب، لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى".
أيها الناس: إن الأب واحد، والرب واحد، والدين واحد، وليست العروبة بأحدكم من أم ولا أب، وإنما هي اللسان، فمن تكلم العربية فهو عربي.