س - قرأنا في صحف المغرب العربي هذه الأيام، أن الجزائريين قد قاموا بمقاطعة بني ميزاب، فمن هؤلاء الميزابيون؟ وعلام تلك المقاطعة، ثم ما مقدار تأثير ذلك على الكفاح؟
ج - إن الميزابيين أو بني ميزاب في الجزائر، هم كبقية أبناء الأمة تماما، فهم جزائريون عرب مسلمون، لا يختلفون عن سواهم في شيء، وإنما ينسبون إلى بلد في جنوب الجزائر الصحراوية، إسمها ميزاب، فيقال لهم: بنو ميزاب أو الميزابيون، كما يقال لأهل حلب مثلا حلبيون، لأهل البقاع بقاعيون، وعدد الميزابيون نحو ٥٠ ألفا، ومذهبهم إباضي وهم مشهورون بغاية النشاط الاقتصادي والاستقامة الخلقية، ويمتازون عن سواهم بإتقان فن التجارة والتخصص فيه، وهم منتشرون في جميع مدن القطر من أقصاه إلى أقصاه، ويزاحمون اليهود في التجارة مزاحمة فعالة، الأمر الذي تحتاج إليه البلاد أشد الاحتياج، واشتهروا كذلك بالأخلاق الإسلامية الكريمة والحازمة، حتى لقلما يسمع الناس بمرتكب معصية في جماعتهم، لأن من تعاليم مذهبهم، مقاطعة العاصي في جميع المعاملات، وحتى في الكلام، إلى أن يعلن توبته في ملأ من الناس وفي المسجد الجامع، ونحن نعتز بنشاطهم ونفتخر بأخلاقهم، ولا يعتبرهم عاقل جزائري بأنهم شيء آخر غير جزائريين، ولا عاقل منهم يعتبر نفسه شيئا غير ذلك، وعليه فهم في ميزاب الوطنية، إنما يعد محسنهم كأي جزائري آخر، ومسيئهم كذلك، أما هذه الضجة التي تسمعونها عن مقاطعتهم، فرغم كوني غير مطلع على تفاصيلها، فإني أفترض أنه مبالغ فيها من جهة، وأنها إذا حصل شيء منه فلن يكون بنو ميزاب مقصودين بها كطائفة من جهة أخرى، إنما الممكن المعقول، أن يكون بعض التجار منهم، قد