درجاتهم، يجب أن يسهروا على حمل أعضاء الخلايا، على التخلص من بعض العادات السيئة، التي ورثوها عن منظمة "حركة انتصار الحريات الديمقراطية". مثل المجيء إلى الموعد بعد الوقت المحدد، أو إهمال تنفيذ بعض التعليمات، والإكثار من اللغو والحديث، الخ ... إن بعض الأعضاء قد ألقي عليهم القبض وحكم عليهم بالسجن، لأن إخوانا لهم لم يراعوا القوانين الأولية للعمل السري. وبما أن جبهة التحرير لا عدو لها إلا الاستعمار، فإنها تطلب من أعضائها أن يفعلوا كل شيء لتقليل خطط أعوان البوليس، وخاصة من ينقل إليهم الأخبار، والأعضاء يستطيعون أن يفعلوا ذلك، إذا نظموا حياتهم الحزبية بدقة (وللمسؤولين في الخلايا تعليمات يعطونها للأعضاء في هذا الصدد).
[الدعاية]
إجابة عن الحملة الدعائية التي قامت بها الإذاعة والصحافة الاستعمارية، إثر إلقاء القبض على ياسف سعدي، والتي زعمت فيها أن جبهة التحرير، قد خسرت دعامة أساسية من دعائمها في هذا الشخص، نقول: أن الاستعمار يخادع نفسه بنفسه، لأن جبهة التحرير، هي اليوم قائمة على قواعد من النظام، أمتن وأقوى من أي وقت - مضى، وإلقاء القبض على ياسف سعدي، معناه أن عضوا منا قد خسرناه، فقام مقامه عضو آخر في الحال، والكفاح مستمر. ذلك أن منظمتنا قائمة على مبادئ من التنظيم، نجعل كل عضو إذا فقد يقوم مقامه عضو آخر حالا، ويكون مستعدا لذلك في الصفوف السرية من قبل. وهكذا فإن إلقاء القبض على مصطفي بن بولعيد لم يعرقل قط الفرق المسلحة ولم يمنعها من أن تقوم بعملها في منطقة الأوراس، ومن تسديد ضرباتها القاتلة للقوات الاستعمارية، لقد ألقي القبض على بن بولعيد، فانطلق خمسون بن بولعيد آخرون من الجبال، التي نبتت من قبلهم أبطال الكاهنة،