نشر في حينه بالجرائد المصرية وغير المصرية ٣ نوفمبر سنة ٩٥٤ا
حياكم الله أيها الثائرون الأبطال، وبارك في جهادكم، وأمدكم بنصره وتوفيقه، وكتب ميتكم في الشهداء الأبرار، وحيكم في عباده الأحرار.
لقد أثبتم بثورتكم المقدسة هذه، عدة حقائق:
الأولى: أنكم سفهتم دعوى فرنسا المفترية، التي تزعم أن الجزائر راضية مطمئنة، فأريتموها أن الرضى بالاستعمار كفر، وأن الاطمئنان لحكمه ذل، وأن الثورة على ظلمها فرض.
الثانية: إنكم شددتم عضد إخوانكم, المجاهدين في تونس ومراكش، وقويتم آمالهم في النصر، وثبتم عزائمهم في الجهاد، وقد كان من حقهم الثابت، أن ينتظروا هذه النجدة منكم، فجئتم بها في وقتها، وكفرتم عن التقصير في هذه المباغتة المفزعة لعدوكم.
الثالثة: إنكم وصلتم بثورتكم هذه، حلقات الجهاد ضد المعتدين الظالمين، الذي كان طبيعة دائمة في الجزائري منذ كان، وكشفتم عن حقيقته الرائعة، في إباء الضيم، والموت في سبيل العزة، وجلوتم عن نفسيته الجبارة، ما علق بها في السنين الأخيرة من صدأ الفتور.