إن فرنسا لم تترك دينا ولا دنيا، فأوقافكم مصادرة، لم يبق منها أثر ولا عين، ومساجدكم حولت إلى كنائس، ومرافق عامة، وأرضكم الغنية مغضوبة، مستباحة، وكرامتكم مهدورة، وقد أراقت فرنسا من دماء أبنائكم أنهرا، في الحروب الاستعمارية الإجرامية، ولا تزال حتى الآن تطمع في تسخير الملايين منكم، لإذلال الأحرار من أمثالكم، بما فعلت في مدغشقر والهند الصينية، ولا تزال تساوم بكم، وبخيرات أرضكم، الدول الكبرى لمصالحها، كأنكم ضرب من البضاعة، ولقد عرفنا من خبث فرنسا، ما يحملنا على الاعتقاد، بأن ما تنويه من غدر، وما تخفيه من خبث فرنسا، ما يحملنا على الإعتقاد، بأن ما تنويه من غدر، وما تخفيه من حقد، أعظم من أن يوصف، فانتبهوا أشد الانتباه.
أيها الأحرار الجزائريون - أيها المكافحون في جميع أقطار المغرب العربي.
إعلموا .. أن الجهاد للخلاص من هذا الإستعباد، قد أصبح اليوم واجبا عاما مقدسا، فرضه عليكم دينكم، وفرضته قوميتكم، وفرضته رجولتكم، وفرضه ظلم الاستعمار الغاشم الذي شملكم ثم فرضته أخيرا مصلحة بقائكم، لأنكم اليوم أمام أمرين: إما حياة أو موت، إما بقاء كريم أو فناء شريف.
عن مكتب جمعية العلماء الجزائريين بالقاهرة الفضيل الورتلاني