وبعد حل حركة نجم شمالي إفريقيا، أنشأ مصالي الحاج حزب الشعب الجزائري، فاعتقل هو ورفقاؤه في الكفاح ١٩٣٧، ولم يخرج من السجن إلا سنة ١٩٣٩ ليعتقل مرة أخرى بعد شهرين من خروجه، عند إعلان حرب ١٩٣٩ ثم صدر الأمر بحل حزب الشعب الجزائري، في ٢٦ سبتمبر ١٩٣٩، ووقع الحكم على مصالي الحاج ورفقائه بأحكام قاسية، من طرف محاكم فيشي ١٩٤١، وفي أثناء هذه السنوات العشر، نشأت حركة إصلاحية في عمالة قسنطينة، باسم جامعة النواب، وكان يتزعم هذه الحركة الدكتور ابن جلول، وفرحات عباس، وبالرغم من الصبغة الإصلاحية التي اصطبغت بها سياستها، والنظرية المنافية للقومية، التي تجلت في برنامجها الاندماجي، فإن آمال هذه الحركة قد انعدمت برفض مشروع بلوم فيوليت من طرف البرلمان الفرنسي، وقد رأى زعماء هذه الحركة، من النافع أن يبرهنوا عن ثقتهم في وعود فرنسا، في الجيوش المحاربة، ولكن آمالهم خابت، كما خابت آمال غيرهم من محاربي ١٩٣٩ - ١٩٤٥، ولما نزلت جيوش الحلفاء بشمالي إفريقيا، انضم الاندماجيون القدماء إلى الوطنيين، ووضعوا البرنامج السياسي لجهة موحدة "بيان ١٠ فبراير ١٩٤٣، وبعد سنة قامت حركة شعبية عظيمة تؤيد هذه السياسة، فوافق رجال الحكومة الفرنسية المؤقتة في ذلك العهد، بلسان المسيو بيروطون الوالي العام في الجزائر، على تحقيق هذا البرنامج السياسي بعد انتهاء العمليات الحربية، وتشكلت في غضون ١٩٤٩ لحنة تدعى لجنة الإصلاحات الإسلامية، فكانت نتيجتها المزرية، قرار ٧ مارس ١٩٤٤ الذي ثارت ضده جميع الحركات التقدمية التي كانت تمثل رأي الشعب الجزائري، الملتف بأجمعه حول حركة "أحباب البيان والحرية".