الأخوة والحرية والاستقلال، كما يفعل الصهيونيون في جميع أطراف الدنيا، من أجل انتزاع أراضينا، وبالتالي في سبيل إذلالنا، وإنما أحب أن تكون هذه العاطفة من جميع العاملين طبيعية، وأن تكون هذه الأريحية شاملة، ويجب أن يتسع هذا المبدأ كما هو الواجب والأصول، فيشمل جميع المجاهدين المنكوبين، من أبناء العروبة، لا سيما أولئك الذين تعمهم اليوم، موجة من البلاء الفرنسي المبيد، والتي لم يعرف التاريخ لها نظير، أولئك هم إخوانكم الأبطال في أقطار إفريقيا الشمالية.
وأرى من واجبي المقدس، أن أغتنم هذه الفرصة، فأوجه نداء حارا باسم ٣٠ مليونا إلى جميع المسؤولين، من رجال العروبة والإسلام، أفرادا وهيئات وحكومات، ليفكروا جدا فيما يجب أن يسعفوا به إخوانهم، المعذبين الصابرين الثابتين، في هذه الأقطار، وأن أذكركم بقرابة خمسين ألفا ممن استشهدوا على مذبح العروبة والحرية، في ثورة الجزائر الأخيرة، وأذكركم بصفة خاصة، بقرابة ثمانين ألفا من المسجونين التونسيين والجزائريين والمراكشيين، الذين يعيشون (بعد محو النازية والفاشستية) تحت طبقات الأرض، في عذاب أهون منه الموت، وإني أقترح أن تتألف حالا هيئة خاصة من ممثلي الهيئات، ومن الشخصيات البارزة للسعي الحثيث إلى:
أولا - إطلاق سراح المعتقلين والمسجونين في هذه البلاد.
ثانيا - استصدار العفو للمحكوم عليهم بالإعدام في القضية الوطنية ظلما وعدوانا.
ثالثا - فتح اكتتاب عام يشترك فيه الغني والفقير والصغير والكبير. ثم ثقوا أن هذا العمل السهل الميسور، لن يكون قليل الأثر في نفوس إخوانكم المجاهدين هناك مهما كان مظهر النتيجة المادية تافها، وأرجو أن يوفق الجميع لخير الجميع.