للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قد يطول بنا أمر الجهاد، وقد يكون جهادا قاسيا مريرا، نبذل فيه كثيرا ونواجه آلاما شدادا، وتأخذنا الزلازل والرجفات، حتى يقول المجاهدون: {متى نصر الله} .. ولكن سنرى الفجر، وسنشهد مطلع الصبح، ومشرق النور، وسنسمع اللحن الشجي بعد طول العناء، ينسكب في آذاننا حلوا نديا {ألا إن نصر الله قريب}.

يا ويح الإنسانية؟ فيما كان هذا العناء والبلاء، والدماء والدموع والعرق، إذا لم يستفيد الناس من وراء تلك التضحيات عدلا وحرية، وأمنا وطمأنينة، وهدأة وسلاما .. ؟

وأين العهود والمواثيق، والوعود والآمال العذاب، والمؤتمرات تلو المؤتمرات، والتصريحات بعد التصريحات؟

صدق الله العظيم إذ قال {وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ... ليضل عن سبيله} الزمر: ٨. الآن، وبعد أن وجدت فرنسا الجريحة الطريحة، تحت أقدام الاحتلال النازي ووطأته، شيئا من الراحة والعافية، تصب جام الغضب، على المغرب الإسلامي، فتقذف بطائراتها وبوارجها، الجماهير الهاتفة للحرية، المجاهدة في سبيل الحق الطبيعي، بالقنابل والنيران، وتصب عليهم وابلا من الحميم والجحيم، وتطاردهم في كل مكان، وتهاجم قواتها أربعا وأربعين قرية إسلامية، وتعتقل الآلاف من أعضاء الجمعيات العاملة المؤمنة، وتحكم المحاكمة العسكرية على عشرات من المجاهدين بالإعدام في الجزائر - كما صرح بذلك وزير داخليتها - وينسى الجنرال ديجول السجون والمعتقلات، والتجوال في أرض الله، ما آب من سفر إلا إلى سفر، ينشد حرية نفسه وحرية شعبه، ويلتمس النصير والمعين عليهما في كل أمة، وعند كل دولة.

<<  <   >  >>