العرب إلى الآن لصالح قضية فلسطين كما وكيفا وأنهم من ناحية أخرى لم يقصروا من حيث إبداء الاستياء وإلهاب الشعور في المناسبات المختلفة فلقد كتبوا كثيرا وخطبوا كثيرا وقامت المظاهرات المتعددة والإضرابات المتكررة وقد أطلقوا على بعض هذه الأيام "يوم فلسطين المجاهد" ولم يذهب ذلك سدى بل كان له أثره العظيم ولعل أول الحرب كلام ثم غضب ثم بذل للأموال والأنفس ثم فوز بالنصر المبين بإذن الله. أقول هذا عن فلسطين العزيزة هناك كتلة عظيمة أخرى عربية تقاسي الأمرين أصابها حيف كبير من إخوانها العرب وليست ظروفها "من جهة" بأقل خطورة من ظروف فلسطين المجاهدة ولن يستطيع العرب "من جهة أخرى" أن يحيوا حياة العزة والكرامة بدونها وهذه الكتلة الجبارة هي شمال إفريقيا العربي - تونس - الجزائر - مراكش - لم يقسم العرب لهذه الكتلة نصيبها الكامل حتى من هذا الكلام - الكلام الملهب للشعور المعبر عن الاستياء والمدلل عن التضامن والألم المشترك، إن فيها الثلاثين مليونا هم من أكثر العرب عددا وأشدهم بأسا وانسجاما وأطولهم صبرا واحتمالا وينظرون إلى إخوانهم في الشرق كما ينظر الناس إلى الشمس التي تمدهم كل صباح بالنور والحرارة ويبذلون ثمنا غاليا من أنفسهم وأموالهم والمحافظة على هذا التراث العربي المشترك من قومية ودين هؤلاء المجاهدون والمستميتون من إخوانكم لا يرهقونكم اليوم بمطالبهم ولكنهم يريدون فقط، وفي إلحاح شديد أن يلمسوا شعوركم متدفقا قويا نحوهم، ولما كانت الوسائل لإبداء هذا الشعور كثيرة، وقد أعربتم عنه في مظاهر كثيرة نريد أن يتكرر اليوم في صورة أقوى وواضح وأعم. نتقدم بندائنا هذا لجميع الهيئات الإسلامية والمسؤولين من الأفراد مقترحين وراجين أن يعملوا على تخصيص يوم يطلقون عليه "يوم إفريقيا الشمالية" ونقترح نحن أن يقوم هذا اليوم على ما يلي: "وللقائمين عليه بعد الرأي الأعلى".