للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقف الناس حول نعشه فشعروا من الأعماق بالنخوة والكبرياء لأن هذا الرجل كان في حياته طاقة ثائرة .. وعنوانا صادقا على آمال هذه الأمة، وأصبح وهو رفاة معنى مقدسا من معاني المجد والخلود، ومثالا أمام الشباب يرون فيه الحياه جهادا ونضالا ومغامرة وإقداما، ولا تخضع إلا لمن يصنع مصيره بيديه ويختار طريقه بنفسه.

وبعد: فقد قلت بعض ما يمكن أن يقال في هذا الرجل العظيم، لأن حياته بحر لا ساحل له ولا قعر، فكلما غاص الباحث في أعماقه تجلت له لآلئ رآها أنفس وأجمل، وأجدر بالاهتمام. ولكن فيما ذكرت كفاية لأن الأستاذ الفضيل لا يريد منا أن نتغنى بجهاده بقدر ما يريد منا أن نترسم خطاه وأن نخلص للجزائر والعربية والإسلام التي عاش ومات من أجلها.

أما كتابه القيم ـ[الجزائر الثائرة]ـ فخير ما يقدمه إلى قراء العربية الكرام هو مؤلفه بما دبجته فيه يراعته من أشرق الصفحات في تاريخ الجزائر والأمة العربية والإسلامية، وبالروح الكبيرة التي أملت عليه ما دبج، وأملت على المعجبين به والمجاهدين بجانبه ما كتبوا عنه.

وإن الكتاب لخير ما يعكس حياة المؤلف الجهادية الخصبة ومواقفه البطولية المشرقة وخير هدية يقدمها نجله البر الأستاذ مسعود حسنين الورتلاني في هذه الطبعة الجديدة إلى قراء العربية.

وهنا أرفع القلم معترفا أن الكلام قد طال ومع ذلك فلم أقل إلا قليلا.

محمد الصالح الصديق

القبة / الجزائر في / ٢٠ شعبان / ١٤١١ هـ، ٦ / مارس / ١٩٩١ م.

<<  <   >  >>