للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وصلوا فيما يتعلق بتونس ومراكش إلى بداية الحل على الأقل، فماذا كانت النتيجة؟ وكيف يكون مصير الجزائر؟

كانت النتيجة واضحة كل الوضوح .. لقد كانت في صالح الجزائر، لأن الأحزاب أو الأفراد الذين كانوا يقولون بإنصاف الجزائر، على اختلاق وتفاوت فيما بينهم في تقدير هذا الإنصاف كلهم أو جلهم نجحوا نجاحا باهرا، قد لا يكون منتظرا، حتى من أصحابه ويلاحظ أن الحزب الوحيد في فرنسا الذي كان يقول باستقلال الجزائر من غير قيد ولا شرط، والذي يناصر الثورة علنا وبكل ما أوتي من قوة، هو الحزب الشيوعي، وهذا الحزب قد حصل وحده على أكثر من ربع المقاعد مجتمعة، وكسب فوق ما كان عنده في المجلس السابق، نحو خمسين نائبا جديدا، ولم يجد عند الشعب الفرنسي من أسباب الانتصار، سوى قضية الجزائر، والمقياس الصحيح عندنا اليوم، معشر الجزائريين، للتفريق بين العدو والصديق، وبين الباذل والمقصر، وهو موقف الناس من ثورتنا، لأن الثورة الجزائرية هي أنبل ثورة، أو هي الأقل من أنبل الثورات التي عرفها التاريخ، لأنها ثورة تطالب بالحرية والاستقلال في القرن العشرين، المطلب الطبيعي الذي وصل إليه اليوم حتى المتوحشون، والمطلب الذي لا يتم أمر السلم في العالم إلا بتحقيقه، هذه الثورة التي دلت على رجولة وعزيمة .. وتضحية وصبر ونبل.

<<  <   >  >>