ويسرنى في هذه المناسبة أن أنقل إلى القراء هنا بيانا أذاعته مؤسسة رسمية لاستفتاء الرأي العام الفرنسي قد نشرته عدة صحف فرنسية وعربية ونحن ننقل ملخصها عن جريدة التلغراف بتارخ ٩ - ١ - ١٩٥٦ ليعرف الناس بالأرقام وعن طريق هيأة فرنسية مسؤولة:
أي شقاء يعيش فيه الشعب الفرنسي التعس، الذي كان غافلا حتى الأمس القريب، لما يريد به إخوانه المستعمرون، هؤلاء السفاحون الذين ما فتئوا يسفكون دمه في الحروب الإستعمارية، ثم حرموه اللقمة، وحرموه الملابس الضرورية، وهم يتمرغون في الملايين من الذهب والفضة ويحاولون التشبه بأهل الجنة في التمتع.
وتقول هذه المؤسسة بعد التحقيق: إن خمسين بالمائة من الذكور الفرنسيين، لا يجدون الألبسة الكافية، وأن الإفرنسي في الوقت الحاضر لا يستطيع أن ينفق على الملابس أكثر من ٢٣٠ ليرة في السنة، أما الفرنسية فإنها لا تنفق أكثر من مائة وسبعين ليرة، وأكثر الفرنسيين يشترون طقما كل ثلاث سنوات وهو طقم جاهز عادي، وهناك ٢٥ بالمائة فقط ممن يقصدون الخياطين لتفصيل ألبستهم، والفرنسي لا يستطيع أن يخصص لملابسه الداخلية والقمصان، أكثر من ستين ليرة في السنة، وأن عشرة في المائة من أهل الأرياف لا يجدون القمصان مطلقا، هذا ما قالته المؤسسة الفرنسية عن شقاء الشعب الفرنسي وتعاسته، بعد تحقيق واستفتاء ونحن ننصح لهذا الشعب العريق، إذا أراد السعادة والرفاهية، أن يثور على الاستعمار لأنه هو وحده سبب شقائه، وأول خطوة عملية نحو ذلك هي الاستجابة لمطالب الثوار في الجزائر، والتسليم لهم بالاستقلال الصحيح.