تنظيما نافعا حكيما صالحا، فنمت المالية وضبطت، ووجد لها من الترتيب والحفظ والجمع، ما جعلها تبلغ في هذه السنة وحدها، مبلغا تضرب به الأمثال عند الهيئات الجزائرية؛ وجريدتنا البصائر، تكاد تكون أرقى صحيفة عربية في الشمال الإفريقي، في جميع نواحيها الصحفية، والمالية والأدبية. ومعهدنا بات في نظر العالم الإسلامي والعربي، أحد معاهد الإسلام والعلم والتربية، بما يلقنه لأبنائه من علوم، وما يحاول أن يصبغه به من فاضل الأخلاق، وما يريد أن يزودهم به، من صحيح العقيدة، وما رغب أن يحليهم به من عالي المبادئ، فانتشرت سمعته ونقلت الأحاديث الطيبة الذكر عنه في أطراف عالمنا، وتلاميذه مبثوثون في مدارس وجامعات وكليات الشرق. وتلك اتصالاتها بالهيئات الدينية والعلمية والإجتماعية، وبالشخصيات ذات الصيت الذائع في عالم الثقافة والإصلاح والعلم والأدب، وتلك رحلاتها وجولاتها في سبيل الجزائر ورفع مكانتها وتبليغ صوتها إلى أسماع الدنيا، وتلك وفودها التي تطوف داخل الوطن وخارج الوطن مؤسسة للفروع، داعية إلى التعليم، مرغبة في الخيرات، مذكرة بالصالحات، واصلة لما أمر الله به أن يوصل، رابطة للصلات بين الجزائر وبين الشعوب العربية بتلك الرحلة التي جال بها رئيس الجمعية جولته الشهيرة التي شملت باكستان، الكويت، العراق، الشام، الحجاز، مصر. تلك الشعوب التي تقبلت حكوماتها وشعوبها وهيئاتها بعثاتنا العلمية، وتولت تعليمهم والعناية بإعدادهم لمستقبلهم، وآخر هذه الوفود هو الوفد الذي مثل الجزائر في المغرب الأقصى، يوم أن نال المغرب استقلاله وعاد إليه سلطانه المعظم محمد بن يوسف.
وكان هذا يوم الذكرى لإعتلائه العرش المغربي، وقد خدم هذا الوفد الجزائر خدمة عظيمة، لها أنفع الآثار في مستقبل العلاقات بين الشعبين.