الواجب والحزم في نظري، أن يبقى هذا الجيش قائما، وأن نعمل على تنميته، حتى بعد الاستقلال الفعلي، ليكون نواة طاهرة، لجيش وطني كريم، وفي ذلك اعتراف متواضع، بفضله من جهة، وفيه اطمئنان إلى أمانته وإخلاصه من جهة أخرى، وإلا فسنضطر حتما، إلى أن نضع قواتنا المسلحة، وأسرارها في أول عهدها، بين يدي رجال مرتزقة، أو مشكوك في وطنيتهم، كما حصل لبعض شقيقاتنا المحترمة، أما عقد هدنة بين الجيشين، بشروط كريمة واضحة، يتفق عليها الطرفان، لمصلحة الجميع، ولمصلحة السلام فذلك أمر لا بأس به، بل مرغوب فيه، بشرط أن تكون هدنة شاملة، ويرضى بها جيش التحرير الموحد، حتى لا يجد الاستعمار، منفذا لتفريقنا، وتوهين قوانا، ثم الغدر بنا في النهاية. خامسا: إن أي غموض أو قيد في النصوص على الاستقلال التام، يجب أن يعتبر سوء نية، من جانب الاستعمار، وحيلة وضعت قصدا للتراجع حين اللزوم.
سيدي الرئيس
أرجو من كرم أخلاقكم، أن تتقبلوا هذا التذكير المتواضع، من أخ لكم في الوطن والجهاد، بصدر رحب وبعناية تتفق وخطورة المهمة، التي وكلت إلى حكومتكم، كما أرجو مثل ذلك، من إخواننا الوزراء أعزهم الله، وأرجو أن ترفعوا أسمى تحياتي وأعظم إجلالي لجلاله السلطان المعظم، حفظه الله، ذخرا للجهاد والثبات، ورمزا لاستقلال المغرب العربي ووحدته، وأسأل الله جلت قدرته، لكم ولوزرائكم أن يوفقكم لما فيه مصلحة الوطن الكبرى، وأن يسدد خطاكم، ويمدكم بعون من عنده، لإتمام مهمتكم النبيلة المقدسة، والسلام من المخلص.