في الجزائر العربية المسلمة اليوم، كفاح مسلح خطير، دفع الشعب الجزائري إليه مرغما بسبب الاضطهاد الاستعماري الغاشم، الذي لا يريد أن يفتح عينيه على الواقع ليتطور مع الزمن، رغم أن أهل الدنيا كلهم تطوروا، وعرف حتى المستعمرون الأقوياء أنفسهم، من غير الفرنسيين، أن الاستعمار في القرن العشرين لم يعد أسلوبا صالحا للبقاء.
ولقد كان من طبيعة التخصص في الأعمال، وطبيعة اختلاف وجهات النظر، في أساليب العمل، عندما تكون الظروف عادية، كان ذلك يقضي أحيانا بوجود أحزاب وهيئات، فتتحول إلى جيش واحد معبأ للكفاح، ويجب أن ترتفع جميع الآراء، أما في ظروف الجهاد التي تقرر مصائر الأمم، وتنتهي بالموت أو الحياة، فيجب أن تذوب أثناءها الأحزاب والهيئات، فتتحول إلى جيش واحد معبأ للكفاح، ويجب أن ترتفع جميع الآراء المختلفة، فتتحول إلى رأي واحد موحد، يستهدف استعمال جميع المواهب للوصول إلى التحرر والنصفة من الظالمين، لذلك اجتمعت الشخصيات المسؤولة والموجودة اليوم في ضيافة مصر الشقيقة، وتدارسوا الأمور بعناية وعمق، فكانت قلوب الجميع، وآراء الجميع متفقة والحمد لله، وكانوا مقتنعين بجميع ما تضمنته هذه المقدمة من المعاني، ثم قرروا بالإجماع وبدون تردد ما يأتي:
١ - يعتبر الشعب الجزائري اليوم على اختلاف أفراده، وجماعاته، وأنواع اختصاصاته فيما يختص بالكفاح القائم، يعتبر ذائبا في كتلة واحدة، اسمها (الشعب الجزائري) ومن شذ شذ في النار.
٢ - يعتبر المغرب العربي بأقطاره الثلاثة: تونس، والجزائر، ومراكش، أمة واحدة يكمل بعضها بعضا، ويجب التعاون بين الجميع، تعاونا تاما في الحرب والسلم، حتى ينالوا حريتهم جميعا.