للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدعوات من كل جهة وكم كان بود أولئك المحرومين أن يتمتعوا أياما بمدينة القاهرة مع أهلها ولكن حزمكم النادر حال دون ذلك وبشيء كثير من المخاطرة حضر حفلة الإتحاد العربي ثم صدرت الأوامر ليلا وكان السفر ليلا وفي هذه السنة بالغتم في الاحتياط فسمحتم للوفد في الذهاب بالنزول في القاهرة ساعة وكسور ليتناول الطعام من غير علم أحد ثم طرتم به إلى الأقصر بدل أن يمضوا ليلهم بالقاهرة خشية أن يحتكوا بأحد ولما عادوا إلى القاهرة أقبل الناس عليهم بدعوتهم للتعارف فما وجدوا منهم إلا الأسف والاعتذار بأنهم لا يملكون أمر أنفسهم!!

يا حضرة السفير صدقني إذا زعمت أنني أنصح لكم فو عزة الله لو كنت أنا مكانكم فرنسيا أحرص على سمعة فرنسا وعظمتها وخلودها لكنت من أشد خلق الله مقتا لهذه الأساليب البغيضة ولاصطنعت لمصلحة فرنسا بدلها أساليب الكرم والتسامح لأن الكرم والتسامح هما دليل النبل والقوة معا وأما الغطرسة والشدة وفرط الحذر كل ذلك دليل الهوان وبعد فماذا كان يضركم لو سمحتم لأهالي إفريقيا الشمالية بباخرة تنقل منهم بضع مئات أو آلاف يزورون الأماكن المقدسة كما يسمح لغيرهم من أهل فلسطين وطرابلس وكما يفعل الناس جميعا لا يستطيع العقلاء أن يعللوا ذلك إلا بخوفكم من نتائج الاختلاط ولا يستطيع العقلاء أن يجعلوا الخوف دليل المجد والقوة يا حضرة السفير احرصوا على مجدكم وقوتكم ولكن نصيحتي أن تتخذوا أسلوبا غير هذا الأسلوب وإلى اللقاء في العدد المقبل.

مصر الفتاة ٢١ محرم ١٣٦٥ - ٢٦ ديسمبر ١٩٤٥

<<  <   >  >>