للقضية فأسسنا جمعية الجالية الجزائرية، وأسسنا اللجنة العليا للدفاع عن الجزائر اشترك في عضويتها أعظم الشخصيات العربية من جميع الأقطار، فاتصلنا بجميع الحكومات العربية وملوكها وأمرائها وهيئاتها وأحزابها وجرائدها، كما اتصلنا بجميع الدول المتحالفة من طريق المذكرات والتلغرافات والمقابلات والمحاضرات، واستطعنا كذلك أن نتصل بالوطن من طريق بعض المنشورات والقصاصات والرسائل الخاصة، كل ذلك في ظروف كانت الرقابة على المطبوعات والرسائل على أشدها، فصادفنا من العقبات ما لم نستطع تلافيه إلا بشيء كثير من الصبر والمصابرة وكان العزاء لنفوسنا ما كنا نلمسه من أثر محسوس لهذه الأعمال المتواضعة، وفي هذه الأثناء كانت الظروف تجمعنا بخيرة الرجال من أبناء المغرب العربي أمثال حضرة صاحب الفضيلة العلامة الجليل السيد محمد الخضر حسين وأمثال الدكتور محمد عبد السلام العيادي وأحمد نجيب بك برادة عضو الشيوخ والحاج أحمد بن قايد ومصطفي بك بيرم وأصحاب الفضيلة الشيخ إبراهيم أطفيش والشيخ إسماعيل علي والشيخ السعدي عمار والحاج اليمين الناصري وأمثال حضرات الشبان الأساتذة أبو مدين الشافعي وأحمد ابن المليح وحمود بن قايد وأحمد السعدي ومحسن بيرم وغيرهم كثيرون وكنت ألمس من هؤلاء جميعا ثقة بالله إيمانا بعد قضية وطنهم، وكان الحديث، الوطني بيننا يشمل دائما كل أقطار المغرب، لعله من هنا ابتدأت فكرة إيجاد هيئة جامعة تتناول قضية إفريقيا الشمالية موحدة، وكان من حضرات المذكورين وغيرهم تأليف الجبهة فيما بعد.
وأمامي الآن قانونها الأساسي مصدر بكلمة مختصرة جامعة لمقاصدها شارحة لحقيقتها، وهي خير ما يوضع بين يدي القارئ وهذه هي وإليكم فيما يلي: