ويجاهدون في التخلص منها بالثورة عقب الثورة إذ لم يجدوا في رجالها من يقوم للمنطق وزنا أو يعترف لغيره بحق الحرية.
كان الناس يعتقدون أن فرنسا بعد أن ذافت مرارة الاحتلال الألماني وبعد أن كان لجنود إفريقيا الفضل في الدفاع عن بلادها ستعترف لتلك البلاد بحق حريتها وتتجه في سياستها وجهة الإنصاف فتدعهم يسودون أنفسهم بأنفسهم وتكتفي لهم بصلة الصداقة التي تخول لها الانتفاع ببعض فوائد اقتصادية ولكن فرنسا بعد انتهاء الحرب هي فرنسا قبل نشوبها، بل ازدادت حرصا على بقائهم محرومين من التمتع بشيء من حقوقهم وعلى تنفيذ ما كانت تحاوله منذ وضع قدم الاحتلال في أرضهم وهو سلخهم من قوميتهم العربية وديانتهم الإسلامية، وإمعانها في اضطهادهم وشد الخناق على أعناقهم من جديد، قد أثار حماستهم وجعلهم يستهينون بكل ما تنالهم به من عذاب وتنكيل، فأقدموا على عقد المؤثرات، وإشعال نار الثورات ومصارحتها بأن الاحتلال الفرنسي قد ذهب هباء فتمسكها به إنما تمسك بشيء لا يوجد إلا في مخيلتها.
وجبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية بالقاهرة تعرض على حضراتكم هذه المذكرة الموجزة والهدف الذي نرمى إليه هو أن من واجب الدول الحريصة على نشر السلام العالمي أن تساعد على إنقاذ الشعوب المغربية بالبطولة والوفاء بالعهد هو الوسيلة لانضمامهم إلى الدول التي تعمل للسلام العام وتأييدها من صميم أفئدتهم. أما إذا تركوا وشأنهم فإن السلام العالمي لا ينظم ما دامت هذه الشعوب الإفريقية تجاهد في سبيل خلاصها من سيطرة الحكومة الفرنسية.