ولو نظر دعاة السلام الشامل، إلى هذه الثورات بإنصاف لعالجوها بدوائها الناجع الوحيد، وهو كف الأيدي التي تعبث بحقوق تلك الشعوب، وتضع العقبات في سبيل رقيها.
وجبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية، ترجو من جامعة الدول العربية، أن توجه إلى تونس والجزائر ومراكش، عناية واسعة، وتعمل لأن تكون على خبرة من تلك الأقطار، وما يجري فيها من عسف وبغي، وتمد إليهم يد المساعدة على ما يطمحون إليه من حياة آمنة، ومدنيه راقية وهم إذا فعلوا هذا يحسنون إلى أقوام تربطهم بهم صلات محترمة، بل يحسنون إلى الجامعة العربية ذاتها، بضم خمسة وعشرين مليونا من العرب، يزداد بهم نطاقها سعة، وجانبها عزة ومنعة.
وترجو الجبهة من الدول الديمقراطية، أن يراعوا حق تلك الشعوب التي بذلت دماءها وأموالها في مناصرتهم، منذ بدء الحرب إلى يوم الانتصار، وإنما حقها الاطلاق من أسر الاحتلال الغاشم، وذلك أقل ما يجازون به عن بطولتهم وثباتهم في حروب جرت في غير أوطانهم.
ونحن لا نشك لحظة في أقطاب الدول الديمقراطية اليوم قد أوتوا من سداد الفكر وبعد النظر، ما يقدرون به الأمم الطامحة إلى حريتها، الحريصة على الاحتفاظ بكيانها، ولا تفوتهم أن السلام العالمي لا يتم بناؤه إلا أن تعيش هذه الأمم المتيقظة في أمن واستقلال.