للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومع ذلك فأنا أحس بزلزال آخر، ينزل في أرض عربية أخرى، أخطر وأشنع من زلزال لبنان، بأضعاف مضاعفة، هذا الزلزال الحقيقي الداهم، هو في الجزائر العربية الصابرة المكافحة، تتولاه قوى الشر الفرنسية الحاقدة، المتوحشة، ولا أحب أن أسود هنا بياضا في شرح تلك الزلازل البشرية بالتفصيل، وإنما قصدي اليوم فقط أن أضع بين يدي القارئ الكريم، هذه الصلاحيات، الاستثنائية، التي زودت فرنسا بها، وزيرها المقيم في الجزائر المسيو لاكوست، ولو أردنا أن نختصر الصفة، التي تعطيه له هذه الصلاحيات في كلمة واحدة لقلنا أنه "إله الشر".

لقد أصبح لاكوست، ممثل فرنسا في الجزائر، حاكما بأمره، وإلها للشر وحده، لا شريك له، ولكنه إله حقير، من جنس الذي يبول عليها الثعالب، ولقد ذل من بالت عليه الثعالب.

وهذه هي الصلاحيات، كما نشرتها الجريدة الرسمية، وقدمت لها بعض الصحف بالكلمة الآتية:

نشرت الجريدة الرسمية اليوم ١٩ - ٣ - ٥٦ نص القانون الذي وافق عليه البرلمان أخيرا، وقضى بمنح الحكومة الفرنسية، سلطات استثنائية لمعالجة المشكلة الجزائرية، مما جعل روبير لا كوست الوزير الفرنسي، المقيم في الجزائر، دكتاتورا فعليا، يتمتع بسلطات واسعة، تعطيه حق الحكم بالإعدام، على كل من يهرب من الجيش الفرنسي، وينضم إلى الثوار، ويزودهم بالأسلحة والذخيرة، وقد وصل الوزير إلى الجزائر، قادما من باريس، بهذه السلطات المختلفة:

١ - الخطر الجزئي أو التام، لتنقل الأشخاص والسيارات والحيوانات في المناطق والأوقات التي تحددها الأوامر.

٢ - مراقبة تداول السلع المختلفة.

<<  <   >  >>