للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقدت صوابها لأنها ادعت أن الرئيس جمال عبد الناصر، هو صاحب فكرة مقاطعة فرنسا، بينما الحقيقة، هي أن عبد الناصر والمملكة العربية السعودية، قد عارضتا مع لبنان قرار المقاطعة، لأنه ليس من صالح النضال العربي ضد الاستعمار بشيء ...

ومسكينة لأنها مازالت تعتقد أن عندنا في لبنان، من "يؤيد" الاستعمار الغربي، لأنه ينتمي إلى طائفة دون أخرى. فهل غاب عنه، أن محاربة الاستعمار والقضاء على نفوذه، ليسا رهنا بفئة دون فئة، بل قد أصبحنا عملا وطنيا، تتوحد فيه الصفوف وتزول أمامه النعرات؟

مسكينة لأنها ما زالت تعتمد على أمثال المستر "إيزارد" لمحاربة العاملين على دك حصون نفوذها ...

أما الفشل الأخير، الذي مني به الرئيس عبد الناصر، على حد زعم المراسل البريطاني، فهو عمله على استخدام البترول، للضغط على الدول الغربية فالمستر "إيزارد" يقول إن هذه الفكرة لم تتحقق، لأن المملكة العربية السعودية، مدينة بمبلغ ٣٠٠ مليون دولار للبنوك والتجار، "وأن أي محاولة من جانب جلالة الملك سعود، للإخلال بالتدفق الحالي لعائداته البترولية، قد يحدث اضطرابا خطيرا بين دائنيه، الأمر الذي قد يكلفه عرشه" ...

لنفترض مع المستر "إيزارد" أن المملكة السعودية، واقعة تحت عجز قيمته ٣٠٠ مليون دولار، ولنفترض أن هذا المبلغ، كما يقول المراسل، كان لدك العرش السعودي، أفلا يظن حضرته، أن من كان له ثروات المملكة السعودية البترولية، لا يحتاج كبير عناء، لنيل ما يطلبه من أموال، من أي مصدر شاء، ولا يظن كذلك، أن الحكومات، كل الحكومات تتهافت وتترامى على أقدام العاهل السعودي، حتى يقبل بأن "تفي ديونه"؟

<<  <   >  >>