للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَاغْزُوا تَغْنَمُوا» (١).

٥ - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «أُعْطِيَتْ أُمَّتِي خَمْسَ خِصَالٍ فِي رَمَضَانَ، لَمْ تُعْطَهَا أُمَّةٌ قَبْلَهُمْ: خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَتَسْتَغْفِرُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يُفْطِرُوا، وَيُزَيِّنُ الله ﷿ كُلَّ يوم جَنَّتَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: يُوشِكُ عِبَادِي الصَّالِحُونَ أَنْ يُلْقُوا عَنْهُمُ الْمَئُونَةَ وَالأَذَى وَيَصِيرُوا إِلَيْكِ، وَيُصَفَّدُ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، فَلَا يَخْلُصُوا فِيهِ إِلَى مَا كَانُوا يَخْلُصُونَ إِلَيْهِ فِي غَيْرِهِ، وَيُغْفَرُ لَهُمْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَهِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ؟ قَالَ: «لَا، وَلَكِنَّ الْعَامِلَ إِنَّمَا يُوَفَّى أَجْرَهُ إِذَا قَضَى عَمَلَهُ» (٢).

٦ - وعنه أيضًا قال: قال رسول الله : «مَنْ أَفْطَرَ يومًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ رَخَّصَهَا الله لَهُ، لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صِيَامُ الدَّهْرِ» (٣).


(١) ضعيف جدًّا: أخرجه ابن عدي في «الكامل» (٧/ ٥٧)، من طريق نهشل بن سعيد، عن الضحاك، عن ابن عباس، وهذا الحديث فيه علتان: الأولى: نهشل بن سعيد، متروك.
الثانية: الضحاك لم يسمع من ابن عباس، انظر: «جامع التحصيل» (ص ١٩٩، ٢٠٠).
(٢) إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (٢/ ٢٩٢)، والبزار (٩٦٣٩)، والبيهقي في «الشعب» (٣٦٠٢)، من طرق عن هشام بن أبي هشام، عن محمد بن محمد بن الأسود، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وفيه هشام بن أبي هشام متروك. ومحمد بن محمد بن الأسود مجهول الحال، وله شاهد في البيهقي «الشعب» (٢٦٠٣) وإسناده ضعيف. ولفظة: «خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» في «الصحيحين».
(٣) ضعيف: رواه أحمد في «المسند» (٢/ ٣٨٦، ٤٤٢)، وأبو داود في «السنن» (٢٣٩٦٩، والترمذي في «السنن» (٧٢٣٩، والنسائي في «الكبرى» (٣٢٧٨، ٣٢٨٣)، وابن ماجه في «السنن» (١٦٧٢)، وغيرهم. أكثرهم من طرق عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي المطوس، عن أبيه، عن أبي هريرة، وبعضهم قال: عن حبيب بن أبي ثابت، عن عمارة بن عمير، عن أبي المطوس. قال الترمذي في «السنن»: حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ لَا نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الوَجْهِ، وَسَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُ: أَبُو الْمُطَوِّسِ: اسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ الْمُطَوِّسِ وَلَا أَعْرِفُ لَهُ غَيْرَ هَذَا الحَدِيثِ. وزاد في «العلل الكبير» للترمذي (١٩٩)، قال: ولا أدرى أسمع أبوه من أبي هريرة، أم لا. قال ابن حجر في «فتح الباري» (٤/ ١٩١): قَالَ الْبُخَارِيّ فِي التَّارِيخ: تَفَرَّدَ أَبُو الْمُطَوَّس بِهَذَا الْحَدِيث وَلَا أَدْرِي سَمِعَ أَبُوهُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَة أَمْ لَا. قلت: واختلف فيه على حبيب بن أبي ثابت اختلافًا كثيرًا حصلت فيه ثلاث علل: الاضطراب. والجهل بحال أبي المطوس. والشك في سماع أبيه من أبي هريرة. وللمزيد انظر: «العلل» للدارقطنى (٨/ ٢٦٦ - ٢٧٤). وأخرجه النسائي (٣٢٨٤) موقوفًا عن أبي هريرة. وأخرجه الدارقطنى في «السنن» (٢/ ٢١٢) من طريق فيه عمار بن مطر. قال الذهبي عنه في «الميزان»: هالك. فالحديث لا يصح عن رسول الله ، والله أعلم.

<<  <   >  >>