للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثاني: صوم غرة الشهر: أي صوم الثلاثة أيام الأول من كل شهر.

فعن ابن مسعود قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ يَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ غُرَّةِ كُلِّ شَهْرٍ (١)، وَقَلما يُفْطِرُ يوم الْجُمُعَةِ (٢).

الثالث: صوم الإثنين والخميس من هذه الجمعة والإثنين من المقبلة:

عن أم سلمة قالت «كَانَ رَسُولُ اللهِ يَصُومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ: الإثنين وَالْخَمِيسَ مِنْ هَذِهِ الْجُمُعَةِ، وَالإثنين مِنَ المقْبِلَةِ» (٣).


=عن أبي ذر. وابن حوتكية: مقبول، لم يوثقه معتبر، وذكره ابن حبان في الثقات. فيصلح هذا الحديث بشواهده. فبمجموع شواهد هذا الحديث يكون حسنًا لشواهده والله أعلم.
(١) غُرَّة كل شيء: أولُه وأكرمه «مختار الصحاح» (ص ٤٧١).
(٢) مدار هذا الحديث على عاصم بن أبي النجود، عن زر، عن ابن مسعود، واختلف عليه: فرواه جماعة منهم (سفيان، شيبان بن عبد الرحمن، أبو حمزة السكرى). عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود مرفوعًا. أخرجه أحمد (١/ ٤٠٦) وأبو داود (٢٤٥٠) والنسائي (٢٣٦٧)، والترمذي (٧٤٢)، وابن ماجه (١٧٢٥) وغيرهم. وخالفهم شعبة، فرواه عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود من قوله. ذكره الترمذي في «السنن» (٣/ ١١٠). والدارقطني في «العلل» (٥/ ٦٠). وقال: وقفه شعبة عن عاصم، ورفعه صحيح. قلت: وفى إسناده عاصم بن أبي النجود وروايته عن ذر فيها مقال، قال ابن رجب في «شرح علل الترمذي» (٣٤٠): عاصم بن أبي النجود كان حفظه سيئًا، وحديثه خاصة عن ذر وأبي وائل مضطرب، كان يحدث بالحديث تارة عن ذر وتارة عن أبي وائل، وكذلك وجود الخلاف على عاصم في الرفع والوقف، وعاصم لا يتحمل مثل هذا الخلاف. وكذلك متن هذا الحديث «وَقَلما يُفْطِرُ يوم الْجُمُعَةِ» يخالف الثابت الصحيح عن رسول الله أنه نهى عن إفراد يوم الجمعة بالصيام، والله أعلم.
(٣) ضعيف: مدار هذا الحديث على عاصم بن أبي النجود، عن سواء الخزاعى، فرواه عن عاصم:
١ - حماد بن سلمة واختلف عليه. فرواه (عفان بن مسلم، وأبو نصر التمار، وعبد الواحد بن غياث). عن حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن سواء الخزاعى، عن أم سلمة به. أخرجه النسائي (٢٣٦٤)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (٤/ ٢٩٤ - ٢٩٥). وخالفهم: (روح بن عبادة، وموسى بن إسماعيل، والنضر، وعبد الأعلى، وعبد الواحد بن غياث)، فرووه عن: حماد بن سلمة، عن عاصم، عن سواء، عن حفصة به (فجعلوه من مسند حفصة). أخرجه أبو داود (٢٤٥١)، والنسائي (٢٣٦٥) وغيرهما. قلت: وهذا الخلاف في الصحابي لا يضر. ولكن في إسناده سواء وهو مجهول، حيث ذكره ابن حبان في الثقات، ولم يوثقه معتبر. وخالف حماد بن سلمة.
٢ - زائدة بن قدامة. فرواه عن عاصم، عن المسيب بن رافع، عن حفصة، قالت: «كَانَ النَّبِيُّ يَصُومُ الإثنين وَالْخَمِيسَ» أخرجه النسائي في «الكبرى» (٢٧٨٧). قلت: والمسيب بن رافع لم يسمع من حفصة.
قال ابن معين: لم يسمع من أحد من الصحابة إلا من البراء، وأبي إياس عامر بن عبدة. وقال المزى في «تهذيب الكمال»: روى عن حفصة وأم حبيبة، والصحيح أن بينه وبينهما رجلًا.
٣ - سفيان الثوري، فرواه عن عاصم، عن المسيب، عن سواء، عن عائشة (كرواية زائدة). أخرجه النسائي (٢٣٦٣)، وابن خزيمة (٢١١٦). وهذا إسناد ضعيف؛ لأن الراوى عن سفيان هو يحيى بن يمان، وهو يخطئ في حديث الثوري.

<<  <   >  >>