للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين (١).

واستدلوا لذلك بحديث أبى أيوب الأنصارى أن النبي قال: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ» (٢).


(١) «شرح مسلم» (٣/ ٢٣٨).
(٢) صحيح لشواهده: أخرجه مسلم (١١٦٤)، وأبو داود (٢٤٣٣)، والترمذي (٧٥٩)، والنسائي في «الكبرى» (٢٨٦٢)، وابن ماجه (١٧١٦)، وأحمد (٥/ ٤١٧، ٤١٩). من طرق: (عبد الله بن المبارك، وروح بن القاسم، وأبي معاوية، وابن جريج، وابن نمير، وغيرهم)، كلهم من طريق: سعد بن سعيد بن قيس الأنصارى، عن عمر بن ثابت، عن أبي أيوب الأنصارى، عن النبي به. وخالف هذا الجمع سفيان بن عيينة، فرواه عن سعد بن سعيد، عن عمر بن ثابت، عن أبي أيوب الأنصارى، من قوله. أخرجه الحميدى في «المسند» (٣٨٠)، والطحاوي في «المشكل» (٢٣٤٢). قلت: ورواية الجماعة أثبت، قال الحميدى: قلت لسفيان، إنهم يرفعونه. قال: اسكت عنه، قد عرفت ذلك.
قلت: وعلى كلٍّ فسعد بن سعيد قد تكلم فيه غير واحد من أهل العلم، منهم أحمد، وابن حبان.
قلت: تابع سعدًا على رفعه جماعة وهم: يحيى بن سعيد الأنصارى. أخرجه النسائي في «الكبرى» (٢٨٦٦)، وغيره، من طريق عتبة بن أبي حكيم، عن عبد الملك بن أبي بكر، عن يحيى بن سعيد، عن عمر بن ثابت، عن أبي أيوب به. قلت: وفى إسناده عتبة بن أبي حكيم: ضعيف.
وتابع عبد الملك بن أبي بكر عليه إسماعيل بن إبراهيم الصائغ، أخرجه الحميدى في «المسند» (٣٨٢). قلت: وفى إسناده إسماعيل بن إبراهيم: ضعيف، قال البخاري: سكتوا عنه.
وخالفهما حفص بن غياث، فرواه عن يحيى بن سعيد، عن سعد بن سعيد، عن عمر بن ثابت، عن أبي أيوب به. أخرجه الطبراني في «الكبير» (٤/ رقم ٣٩١٢)، وفى «الأوسط» (٤٩٧٦)، وابن عدي في «الكامل» (٣/ ٣٥٢) من طريق: إبراهيم بن يوسف الصيرفى، عن حفص به. وخالف إبراهيم حبان بن هلال، فرواه عن حفص، عن سعد بن سعيد، عن عمر بن ثابت به. (كذا دون ذكر يحيى بن سعيد). أخرجه الطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (٢٣٤٥). قال الطبراني عقب إخراجه: قال حفص: ثم لقيت سعدًا فحدثنى به. وعلى ذلك فرواية يحيى بن سعيد، عن سعد بن سعيد، عن عمر بن ثابت، عن أبي أيوب، هذا هو الصحيح من رواية يحيى بن سعيد فبذلك رجع الحديث إلى الطريق الأول وهو طريق سعد بن سعيد.=

<<  <   >  >>