وحديث أبي أمامة قال رسول الله: «إِنَّ لِحَامِلِ الْقُرْآنِ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً يَدْعُو بِهَا فَيُسْتَجَابُ لَهُ»: أخرجه البيهقي «الشعب» (٢٠٢١) وفي إسناده موسى بن عمير: متروك الحديث، ومكحول لم يدرك أبا أمامة وعلي بن أبي طالب بن حماد، قال أبو حاتم: صدوق، وقال ابن معين: ليس بشيء. وحديث عائشة «وإِنَّ لِحَامِلِ الْقُرْآنِ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً» أخرجه العقيلي «الضعفاء» (٢/ ٣٥١) وغيره، وقال: ليس له أصل، وفي إسناده عبد الرحمن بن يحيى، متروك. فكل الأحاديث واهية، ومن أراد المزيد فلينظر «دعاء ختم القرآن عند السلف» لفضيلة الشيخ مشهور بن حسن، وهو بحث جيد ونافع في هذا الباب، وأسأل الله أن يرفع ذكره ويضع وزره وينفع به الإسلام والمسلمين. الأثار التي تدل على أن عند الختم دعوة مستجابة: روى ابن أبي شيبة «المصنف» (١٠/ ٤٦٦) وغيره، عن معاذ بن جبل قال: «مَنِ اسْتَظْهَرَ الْقُرْآنَ كَانَتْ لَهُ دَعْوَةٌ إِنْ شَاءَ يُعَجِّلُهَا لِدُنْيَا، وَإِنْ شَاءَ لآخِرَة». وفي إسناده إبراهيم الخوزي: متروك الحديث، والزهري لم يدرك معاذًا. وروى ابن زنجويه «فضائل الأعمال» كما في «لمحات الأنوار» (١/ ٦٩ - ٧٠)، و «كنز العمال» (٤٠١٩) عن كنانة العدوي عن عمر، وفيه «اعلموا أن من تلاه وحفظه وعمل به واتبع ما فيه، كانت له عند الله يوم القيامة دعوة مستجابة، إن شاء عجّلها له في دنياه، وإلا كانت له ذخرًا في الآخرة»، ولم أقف له على إسناد.