للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هي ليلة القدر التي شرفت على … كل الشهور وسائر الأعوام

من قامها يمحو الإله بفضله … عنه الذنوب وسائر الآثام

فيها تجلى الحق … وقضى القضاء وسائر الأحكام

فادعوه واطلبه لكي تعطى المنى … وتجاب بالإنعام والإكرام

فالله يرزقنا القبول بفضله … ويجود بالغفران للصوام

ويذيقنا فيها حلاوة عفوه … ويميتنا حقًّا على الإسلام

فالصيام: وقايةٌ وترسٌ للمسلم من الخطايا والأوزار، وجُنهٌ تحميه من التلطِّخ - عياذًا بالله - بالأدران والأكدار؛ فقد ثبت فى «الصحيحين» (١) من حديث أبى هريرة قال: قال رسول الله : «الصِّيَامُ جُنَّةٌ». أي: وقاية يقي صاحبه من الشهوات، كما أخبر الصادق المصدوق : «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، وَمَنْ لم يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» (٢).

وقيل: إن الصيام جُنةٌ، أي: وقايةٌ من النار.

فالصوم فيه مضاعفةُ الحسنات، وإقالةُ العثرات، ومغفرةُ الذنوب والسيئات، ورفعةُ الدرجات، فيه تُفتح الجنات، وتُنزل الرحمات وتُغفر الزَّلات.

فطوبى لمن جَوَّع نفسه ليوم الشبع الأكبر، طوبى لمن أظمأ نفسه ليوم الري الأكبر، طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد غيب لم يره، طوبى لمن ترك طعامًا في دار تنفد لدار أكلها دائم وظلها.

وصم ما تستطيع تجده ريا … إذا ما قمت ظمآنًا سغيبا

الصوم من أعظم العبادات التى بها رفع الدرجات، وتكفير الخطايا والسيئات، وكَسر الشهوات، والانزجار عن خواطر المعاصي والمخالفات، فالصيام هو الطريق


(١) أخرجه البخاري (١٨٩٤)، ومسلم (١١٥١).
(٢) أخرجه البخاري (١٩٠٥)، ومسلم (١٤٠٠).

<<  <   >  >>