والوالد فِي الميراثِ يَشمَل الأدنى والأعلى إنْ فُقِدَ الأدنى، والمُراد الذكورُ والإناثُ، وَلَيْسَ المُراد الجَدّ الوالد الَّذِي هُوَ الذكَر عَلَى القَوْلِ الصَّحيحِ، بل حَتَّى الأنثى، مثلاً الأم: الوالدة فِي الميراث تَشْمَل الأعلى إن فُقِدَ الأدنى، فصارتْ كلمة (والد) تارَةً يُرادُ بها الأدنى، وتارَةً يُراد بها الأدنى والأعلى مجتمعينِ أو منفردينِ، وتارةً يُراد بها الأدنى والأعلى لا مجتمعين، وَالَّذِي يُعَيِّن ذلك هُوَ القرائنُ اللفظيَّة أو الحاليَّة.
لَوْ قَالَ قَائِلٌ: هل هناكَ فرقٌ بين قولنا: والِدَيَّ ووالِدِيَّ؟
إِذَا قُلْنَا:(والِدَيَّ) يعني الوالد والوالدة، وأما:(والِدِيَّ) فلا يُعَبَّر به ولو عبر الْإِنْسَان به: نَقُول: هَذَا تعبيره غير سليم، لكِن قولنا:(والِدِينَا) إذا كنا جماعة فواضح؛ لأنك إذا قلتَ:(والِدِينَا) ونحن اثنان يَكُون الوالِدِين أربعة، وإذا كنا ثلاثة يَكُونوا ستة وهَكَذَا، ولذلك بعض الإخوان الَّذِينَ يقرؤون فِي رمضان [اللهمَّ اغْفِرْ لنا ولوالِدَيْنَا].
نَقُول: هَذَا لَيْسَ بصحيحٍ إِلَّا عَلَى سبيل التجوُّز؛ لأنَّنا لسنا عيالَ رجلٍ واحدٍ، نعم لو كنا عيالَ رجلٍ واحدٍ ونحنُ ستَّة فنَقُول: والِدَيْنَا؛ لِأَنَّ أبانا واحدٌ وأُمَّنا واحدةٌ، لكِن إذا صار بالمسجدِ ألفُ نَفَرٍ هل والدُ كُلِّ واحدٍ مِنَّا والد للثاني؟ !
فنحن لسنا بإخوةٍ، ولهَذَا لا تَصِحُّ (والِدَيْنَا) إِلَّا عَلَى سبيلِ التجوُّزِ، أي: والِدَيْ كُلّ واحدٍ مِنَّا. ولهَذَا التعبيرُ السليمُ فِي مثل هَذَا أن تقول: اغْفِرْ لنا ولوالِدِينَا. ونحن