للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يُقَيَّد به، مثل قول الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْسَ مِنَ الْحَقِّ الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ" (١)، وهَذَا اللفظ عامٌّ، مَعَ أَنَّهُ هُوَ نفسه يصوم فِي السفرِ، إذن يُخصَّص بالسَّبَب الَّدِي وَرَدَ فِيهِ؛ وَهُوَ أَنَّهُ إذا كَانَ الصِّيَام يؤدِّي إِلَى مثل هَذِهِ الحال فليس من البرِّ، وأيضًا الخيل قد تكون وِزْرًا.

لَوْ قَالَ قَائِلٌ: هل للأسماء تأثيرٌ في مُسَمَّيَاتِها؟

فالإجابة: ليس لها تأثيرٌ إِلَّا إن كَانَ ذلك من طريقِ الوحيِ، والواقعُ يَشْهَدُ بأنه لا حقيقة لذلك، فتجد هَذَا اسمه عبد الله وَهُوَ عبدٌ للشيطان، وتجد هَذَا اسمه شرورة وتجده من أخيرِ النَّاسِ، إِلَّا شيئًا يَكُونُ بطريقِ الوحيِ؛ كابن أبي طَلْحة سمَّاه الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - عبد الله (٢)، ولما دعا له بالبركة باركَ اللهُ له حَتَّى كَانَ من أولادِهِ تسعة أو سبعة يَحْفَظُونَ الْقُرْآن، لكِن يَنبغي أن يُراعَى فِي الأسماءِ ما أرشدَ إليه الرَّسُول عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فأحبُّ الأسماءِ إِلَى اللهِ عبدُ اللهِ وعبدُ الرحمنِ (٣)، فعبدُ اللهِ وعبدُ الرحمنِ أفضلُ من صالحٍ ومن راشدٍ.

لَوْ قَالَ قَائِلٌ: هل يجوز أن يسميَ الْإِنْسَانُ اسمًا ليتفاءلَ به؟


(١) رواه البخاري، كتاب الصوم، باب قول النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - لمن ظلل عليه واشتد الحر: "ليس من البر الصوم في السفر"، حديث رقم (١٨٤٤)؛ ومسلم، كتاب الصيام، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية إذا كَانَ سفره مرحلتين فأكثر ... ، حديث رقم (١١١٥)، عن جابربن عبد الله - رضي الله عنه -.
(٢) أخرجه البخاري: كتاب العقيقة، باب تسمية المولود غداة يولد، لمن لم يعق عنه، وتحنيكه، رقم (٥٤٧٠)، ومسلم: كتاب الآداب، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته وحمله إلى صالح يحنكه، وجواز تسميته يوم ولادته، واستحباب التسمية بعبد الله وإبراهيم وسائر أسماء الأنبياء عَليْهِم السَّلَامُ، رقم (٢١٤٤).
(٣) رواه مسلم، كتاب الآداب، باب النهي عن التكني بأبي القاسم وبيان ما يستحب من الأسماء، حديث رقم (٢١٣٢)، عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -.

<<  <   >  >>