وقوله:{وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ} سبق معنى القرآن، وَأنَّهُ مُشْتَقٌّ مِن قَرَأَ بمعنى: تلا، ومن قرأ بمعنى: جَمَعَ.
وقول المُفَسر رَحَمَهُ الله:[يُلْقَى عليك بِشِدَّة] من أين أخذ كلمةَ بشدَّةٍ من اللفظ؟ من قوله:{لَتُلَقَّى} ولم يقلْ: تَلَقَّى أنت، فهو يُلقَّاه، فكأنه يشعر بالشدَّة، ولكِنه ما يَتبيَّن لي كثيرًا، ودلالة تلقى عليه فيها غُمُوض، إِنَّمَا لَا شَكَّ أنَّ الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - يجد من تلقَّي الوحي شِدَّة.
وقوله: [{مِنْ لَدُنْ} من عند]، يعني أن {لَدُنْ} بمعنى عند، ويقال فيها أيضًا: لدى، قَالَ تَعَالَى:{مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ}[ق: ٢٩]، وقال تَعَالَى:{وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا}[الكهف: ٦٥] , لَدُنّا هي: لَدُنْ، ولَدَيَّ هي: لدى، فيقال هَذَا وهَذَا، ولكِن القرآن كما هُوَ معلومٌ تَوْقِيفِيّ، لا يُمْكِن أنْ نُبدِّل لفظًا بدلَ آخرَ، ولو كَانَ بمعناهُ.
وقوله:{مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} المُراد به اللهُ جَلَّ ذِكْرُه.