للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يَقُصُّ عَلَى بني إسرائيلَ الموجودينَ فِي عهدِ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أكثرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَختلِفون، وسيأتي إنْ شاءَ اللهُ أمثلة لهَذَا.

قوله: {يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ}: {بَنِي إِسْرَائِيلَ} الذكور مِنهم والإناث؛ لِأَنَّ الابنَ إذا كَانَ المُرادُ به القَبيلة فَهُوَ شامل للذَّكَر والأنثى، وإذا لم يُرَدْ به القبيلةُ فَهُوَ خَاصّ بالذكورِ.

فَإِذَا قَالَ قَائِلٌ مثلًا: هَذَا وقفٌ عَلَى بني مُحَمَّد (مُحَمَّد) شخص، فيَختصّ به الذكورُ، فإذا كَانَ القبيلة كلها تُسمَّى بني مُحَمَّد فَهُوَ للذكورِ والإناثِ.

وذلك مثل بني تَمِيم؛ إذا كَانَ الْإِنْسَان مُوقفًا عَلَى بني تميمٍ قبل أن يَكُونوا قبيلةً حين وجودِ الجدّ الَّذِي هُوَ تميم فَهُوَ خَاصّ بالذكورِ، وبعد أن كانوا قبيلةً يَكُون عامًّا للذكورِ وللإناثِ.

إِذَنْ: بنو إسرائيلَ هنا المُرادُ بهم القبيلةُ فيعمّ الذَّكَر والأنثى، وإسرائيل هُوَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ، فهم أبناء عمٍّ للعربِ؛ لِأَنَّ العرب أبوهم إسماعيلُ ابنُ إبراهيمَ، وهَؤُلَاءِ أبوهم يعقوبُ بنُ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ، يعني جَدّهم إِسْحاق الَّذِي هُوَ أخو إسماعيلَ، فهَؤُلَاءِ القوم يُنسبون إِلَى أبيهم، وإسرائيل بمعنى: عبد الله.

وبعض النَّاس اليومَ يَقُولُونَ: كيف نُسمِّي الدولة اليهودية إسرائيلَ، لماذا نسميها بهَذَا، فما الجواب؟

الجواب: أن هَذَا نسبة إِلَى أبيهم، ألسنا نسمِّي العربَ قُرَيْشًا نسبةً إِلَى جدهم قريش، فما نَقُول: بنو قريش، بل نَقُول: قُريش، فهنا تُسَمَّى القبيلة باسم أبيها. وإن كَانَ بلَا شَكّ أنَّ الأنسبَ أنْ تُسَمَّى بما سماها الله به؛ وهو: بنو إسرائيل، عَلَى أننا

<<  <   >  >>