للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفتحها، وفزع منوَّنًا وفتح الميم (١)].

إِذَنْ: فيها قراءتانِ {مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ} و"مِنْ فَزَعَ يَوْمِئِذٍ" هَاتان القراءتان عَلَى الإضافةِ، والثَّالثة (مِنْ فَزَعٍ) مُنَوَّنًا وفتحِ الميمِ "مِنْ فَزَعِ يَوْمَئِذٍ" وهَذه فيها إشكالٌ؛ حَيْثُ إن (يوم) بالفتح مَعَ أَنَّهَا مضافةٌ، فيقتضي عَلَى هَذَا أن تكون مجرورةً، ونُخَرِّج هَذَا عَلَى واحدٍ منْ أمرينِ: إمَّا أن نَجْعَلَهَا مبنيَّةً عَلَى الفتحِ، يَعْنِي: (فزَع) مضاف ويوم مضاف إليه مبنيّ عَلَى الفتح فِي مَحَلّ جرّ. أو نَقُول: إنَّ (فزع) فِي الأَصْل منونة حذف التنوين تخفيفًا، وَعَلَى هَذَا فتكون (يوم) مَفْعُولا يعني ظرف زمان كما هِيَ، عَلَى قراءةِ التنوينِ (فَزَعٍ يَوْمَئذٍ).

وبالنِّسْبَة للمعنى أيّهما أبلغ: (من فزعٍ يومئذٍ آمنون) أو (من فزعِ يومئذٍ آمنون)؟

الأخير يَدُلّ عَلَى العموم، (فزعِ يومئذٍ) فكُلّ فزع فِي ذلك اليوم هم آمنون منه، وَعَلَى قراءة (فزعٍ يومئذٍ) يعني هم آمنون من فزعٍ فِي ذلك اليوم، فَهُوَ يقتضي أن يَكُون فزعًا واحدًا، إِلَّا إذا قُلْنَا: إنَّهُ عَلَى تقدير (من كُلّ فزعٍ)؛ أي: من كُلّ فزع آمنونَ، فتوافق القراءة الأُولى الَّتِي هِيَ للإضافةِ، ولكِن القراءة بالإضافةِ أحسنُ؛ لِأَنَّهَا لا تحتاج إِليَ تأويلٍ.

وقوله: {آمِنُونَ} آمنونَ منَ الفزعِ، هل المَعْنى أَنَّهُم لا يَفزَعون أو أَنَّهُم يفزعون لكِنَّهم آمنونَ؟

إِذَنْ: هم آمنونَ مِنَ الفزعِ، فيَحتمِل أن يَكُون المَعْنى أَنَّهُم لا يَفزعون إطلاقًا،


(١) الحجة في القراءات السبع (ص: ٢٧٥).

<<  <   >  >>