قوله:{وَلَّى مُدْبِرًا}: {وَلَّى} هَذِهِ جواب {لَمَّا}، {مُدْبِرًا} حال، {وَلَّى مُدْبِرًا} يَعْنِي: هاربًا، ولهَذَا يَقُول:{وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ}، قَالَ المُفَسِّر -رحمه الله-: [يرجع]، وقد ولَّى خوفًا من هَذَا؛ لِأَنَّ هَذَا بطبيعةِ البشرِ أنَّ الْإِنْسَان إن ألقى عصاه وصارت حيَّةً تَسعى لَا بُدَّ أن يخافَ، لا سِيَّما وَأنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ما علِم أَنَّهُ سَيُرْسَل وَأَنَّهُ رسول، إِنَّمَا كلَّمه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى وإلى الآنَ ما حَصَلَ شَيْء.
فالحاصل: أنَّ هَذِهِ طبيعة البشرِ، لَا بُدَّ أن يُوَلِّي، وَلَيْسَ فِي هَذَا نقصٌ للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ لِأَنَّ الأُمُور البشريَّة تَعترِي الرسُلَ وغيرَهم، ولهَذَا كَانَ الرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - يَنسى فِي أعظم