قوله تَعَالَى:{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ}[الأعراف: ١٣٣]، والطوفانُ: فيضان الماءِ، و (الجْرَادَ) معروف، و (الْقُمَّلَ): الدودة الَّتِي تكون فِي الحبوبِ، و (الضَّفَادِع) معروفة، (وَالدَّم) معروف، وبعض العُلَماء يَقُول: إن الدم هَذَا الماء، إذا شَرِبُوه فإذا هُوَ دمٌ، وإذا سَلَّمَهُ القِبْطِيّ إِلَى الإسرائيليِّ عاد ماءً.
ولكِن الشيخ عبدُ الرحمنِ السِّعْدِي رَحَمَهُ اللهُ ذهب إلى غير هَذَا المذهَب، قَالَ: الطوفان: الفيضان، وهَذَا يُفسِد الزُّرُوعَ قبلَ خُرُوجِها، والجراد يأكل الزروعَ بعدَ خُرُوجِها؛ لِأَنَّ الزروعَ مِنْهَا شَيْء مَبْذورٌ فيفسده الماء، وشَيْء خارج يأكله الجرادُ، وشَيْء مدَّخَر يفسده القُمَّل، والماء تفسده الضفادع.
إِذَنْ: الْآنَ المأكولُ والمشروبُ فَسَدَ، وهَذَا المأكول والمشروب إذا أكله الْإِنْسَان أو شَرِبَهُ يَتَحَوَّل إِلَى دمٍ، فأُرْسِل عليهم الدمُ أيضًا وَهُوَ النزيف - الرُّعاف - فعلى هَذَا يَكُون هَؤُلَاءِ غذاؤهم فَسَدَ، وما حصل بالغذاء نزف أيضًا، وهَذَا فِي الحقيقةِ هُوَ المَعْنى السَّليم، فنَقُول: يحصل فساد الماء بالضَّفادعِ، فيصير الماء مُنْتِنًا بالضَّفادعِ فلا يستطيع الإِنْسَان أن يشرب، فرائحته خبِيثَةٌ ومنظره خبيثٌ.
فالحاصل: أن الصَّواب ما ذهب إليه الشيخ رَحَمَهُ اللهُ فِي التفسير (١).
وقوله:{السِّنِينَ} معناه: الجَدْبُ والقَحْط، وَهُوَ عدم نزول المطر.