قلت: وهذا هو حق الظاهر من لفظ الحديث ومعناه، لولا أن أحاديث أخر عارضته، منها حديث أبي بن كعب، وهو حديث صحيح الإسناد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في قوله: {وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين} وكان طُبع يوم طبع كافرا.
وحديث عائشة حين أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصبي من صبيان الأنصار يصلي عليه فقالت: طوبى لهذا، لم يعمل سوءا ولم يدر به، فقال: أو غير ذلك يا عائشة، إن الله عز وجل خلق الجنة وخلق لها أهلا وخلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم، وخلق النار وخلق لها أهلا، وخلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم.
وحديثها الآخر: قالت يا رسول الله، ذراري المؤمنين. فقال: من آبائهم. قلت: يا رسول الله، بلا عمل، قال: الله أعلم بما كانوا عاملين. قلت: يا رسول الله، فذراري المشركين.