للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختاره أبو عبيد وقال (١): معناه: نجعلهم سواءً، وقيل (٢): هو منصوب على الحال.

وقرأ الآخرون بالرَّفع (٣) على الابتداء والخبر، وهو خبر مقدم (٤)، تقديره: مَحْياهُمْ ومَماتُهُمْ سَواءٌ (٥)، وأمالَ الكسائيُّ {مَحْيَاهُمْ} (٦)، وقرأ الأعمش: {وَمَمَاتُهُمْ} (٧) نصبًا على الظرف؛ أي: في محياهم ومماتهم (٨)، {سَاءَ مَا


(١) ينظر اختيار أبِي عبيد وقوله في إعراب القرآن ٤/ ١٤٥ - ١٤٦، الكشف والبيان ٨/ ٣٦٠.
(٢) وإذا جعل "سَواءً" حالًا، فالمفعول الثانِي لـ {نَجْعَلَ} هو الكاف في قوله: {كَالَّذِينَ}، وصاحب الحال هو الضمير "هُمْ" في قوله: {نَجْعَلَهُمْ}، وقوله: {مَحْيَاهُمْ} فاعل بـ {سَوَاءً}؛ لأنه بمعنى "مُسْتَوِيًا"، ينظر: مشكل إعراب القرآن ٢/ ٢٩٧، كشف المشكلات ٢/ ٣٥٧، التبيان للعكبري ص ١١٥٢، الفريد للهمداني ٤/ ٢٨٤.
(٣) قرأ ابنُ كثير ونافعٌ وأبو عمرو وابنُ عامر، وأبو بكر عن عاصمٍ، وأبو جعفر ويعقوبُ: "سَواءٌ" بالرفع، وقرأ زيد بن عَلِيٍّ وحمزة والكسائي وخلف وحفص عن عاصم بالنصب، ينظر: السبعة ص ٥٩٥، تفسير القرطبي ١٦/ ١٦٥، البحر المحيط ٨/ ٤٧، الإتحاف ٢/ ٤٦٧.
(٤) في الأصل: "وهو ابتداء خبر مقدم".
(٥) ويكون المفعول الأول لـ {جَعَلَ} هو الضمير {هُمْ} في {نَجْعَلَهُمْ}، والمفعول الثاني هو جملة المبتدأ والخبر.
(٦) وهي قراءة وَرْشٍ أيضًا، وقَلَّلَهُ الأزرقُ. ينظر: غيث النفع ص ٢٦١، النشر ٢/ ٣٧، الإتحاف ٢/ ٤٦٧.
(٧) وهي قراءة عيسى بن عمر أيضًا، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٣٩، تفسير القرطبي ١٦/ ١٦٦، البحر المحيط ٨/ ٤٨.
(٨) قاله الفراء في معاني القرآن ٣/ ٤٧، وهو قول ابن الأنباري أيضًا، فقد قال: "ويجوز في العربية: "سَواة مَحْياهُمْ وَمَماتَهُمْ" بالنصب، على معنى: سَواءً في مَحْياهُمْ وَمَماتِهِمْ، فلما أسقطنا الخافض نصبناه على المَحَلِّ". إيضاح الوقف والابتداء ص ٨٩٢، وبه قال الزمخشري والباقولِيُّ، ينظر: الكشاف ٣/ ٥١٢، كشف المشكلات ٢/ ٣٥٧، وذهب الأخفش والزجاج إلى أن {مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ} بالنصب بدل من الضمير في {نَجْعَلَهُمْ}، ينظر: معانِي القرآن للأخفش ص ٤٧٦، معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٤٣٣، وينظر أيضًا: إعراب القرآن ٤/ ١٤٦ - ١٤٧، الفريد ٤/ ٢٨٤ - ٢٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>