للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك قال الفراء (١): العرب تُدْخِلُ الباءَ مع الجحد، مثل قولك: ما أظُنُّكَ بِقائِيم، وهو قول الكسائيِّ (٢) والزجاج أيضًا (٣).

وقرأ الأعرج وعاصم الجَحْدَرِيُّ وابنُ أبِي إسحاق ويعقوب: {يَقْدِرُ} (٤) على الفعل، واختاره أبو حاتم؛ لأن دخول الباء في خبر "أنّ" قبيح (٥)، واختار أبو عبيد قراءة العامة لأنها في قراءة عبد اللَّه: "قادِرٌ" بغير باء (٦) {عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٣٣)} على ذلك لا يُعْجِزُهُ شيءٌ.

قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّار} يعني: إذا كُشِفَ الغِطاءُ


= الجنى الدانِي ص ٥٥، ارتشاف الضرب ص ١٢١٩، مغني اللبيب ص ١٤٩، شرح شواهد المغني ص ٣٣٩، همع الهوامع ١/ ٤٠٦، خزانة الأدب ١٠/ ١٣٧، ٢٧٨.
(١) معانِي القرآن ٣/ ٥٦.
(٢) ينظر قوله في إعراب القرآن للنحاس ٤/ ١٧٤، الكشف والبيان ٩/ ٢٤.
(٣) معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٤٤٧.
(٤) وهي أيضًا قراءة ابن مسعود ورُوَيْسٍ ورَوْحٍ وزيد بن عَلِيٍّ وعمرو بن عبيد وعيسى بن عمر، وقرأ ابن مسعود: "قادِرٌ" بالرفع، ينظر: تفسير القرطبي ١٦/ ٢١٩، البحر المحيط ٨/ ٦٨، النشر ٢/ ٣٥٥، الإتحاف ٢/ ٤٠٥، ٤٧٣.
(٥) هذا قبيح عند أبِي حاتم وحده، قال النحاس مُعَلِّقًا على كلام أبِي حاتم: "وفي هذا طَعْنٌ على مَنْ تقوم الحجة بقراءته، ومع ذلك فقد أجمعت الأئمة على أنْ قرؤوا: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ}، ولا نعلم بينهما فرقًا، ولا تجتمع الجماعة على ما لا يجوز". إعراب القرآن ٤/ ١٧٤.
وقال الأزهري في آية "يس": "وكان أبو حاتم يُوَهِّنُ القراءةَ التي اجتمع عليها القراءُ ويُضَعِّفُها، وغَلِطَ فيما ذهب وَهَمُهُ إليه"، ثم قال الأزهريُّ: "وأجاز سيبويه وأبو العباس المبرد وأبو إسحاق الزجاج وأحمد بن يحيى ما أنكره السجستانِيُّ، وهم أعلم بهذا الباب منه، والقُرّاءُ أكثرهم على هذه القراءة". معانِي القراءات ٢/ ٣١٣.
(٦) ينظر اختيار أبي عبيد في الكشف والبيان ٩/ ٢٤، القرطبي ١٦/ ٢١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>