للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَجِبُوا}، وقال الأخفش (١): جوابه محذوف، مجازه: والقرآنِ المَجِيدِ لَتُبْعَثُنَّ، وقال أيضًا (٢): جوابه: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ. . . الآية} (٣)، وجوابات القسم سبعة: "إنّ" المشددة كقوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} (٤)، و"ما" التي للنفي كقوله تعالى: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} (٥)، واللام المفتوحة كقوله: {لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} (٦)، و"إنِ" الخفيفة كقوله تعالى: {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (٧)، و"لا" كقوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ} (٨)، و"قَدْ" كقوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} (٩)، و"بَلْ" كقوله هاهنا (١٠): {بَلْ عَجِبُوا} يعني كفار مكة {أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ}.

محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- {فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (٢)} مُعْجِبٌ، عَجِبُوا من كون


(١) هذا قول الفراء، قاله في معاني القرآن ٣/ ٧٥، وبه قال الزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٥/ ٤١، وأما الأخفش فالجواب عنده {قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ}؛ أي: لقد علمنا، ينظر: معانِي القرآن ص ٤٨٣، وأجازه الزجاج أيضًا في معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٤٢، ولَمْ يَنْسِبِ القَوْلَ بحذف الجواب للأخفش سوى الثعلبيِّ وأبِي حيان، ينظر: الكشف والبيان ٩/ ٩٣، البحر المحيط ٨/ ١٢٠.
(٢) هذا قولٌ آخَرُ للأخفش، وهو قول ابن كيسان أيضًا، ينظر: الكشف والبيان ٩/ ٩٣، المحرر الوجيز ٥/ ١٥٥، البحر المحيط ٨/ ١٢٠.
(٣) ق ١٨.
(٤) الفجر ١٤.
(٥) الضحى ٣.
(٦) الحجر ٩٢.
(٧) الشعراء ٩٧.
(٨) النحل ٣٨.
(٩) الشمس ٩.
(١٠) الجبلي بهذا يختار قول الكوفيين، وهو أن الجواب قوله تعالى: {بَلْ عَجِبُوا}.

<<  <  ج: ص:  >  >>