للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرَّفْعَ على أصله (١)، وقال غيره (٢): لأنها إضافةٌ غَيْرُ مَحْضةٍ، ومذهب الخليل وسيبويه (٣) أن ظروف الزمان غَيْرُ مُتَمَكِّنةٍ، فإذا أُضِيفَتْ إلى غَيْرِ مُعْرَبٍ أو إلى جملة مِثْلِ هذه بُنِيَتْ على الفتح، هكذا ذكره الصَّفَّارُ (٤). وقال صاحب إنسان العين (٥): النصب على حذف الفعل أو للإضافة إلى غير متمكن نحو: يَوْمَئِذٍ.

والوصل بالضمير فِي الخط متابعة للمصحف، وحقه: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} (٦).

ثم تقول لهم خزنة النار: {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ}؛ أي حَرِيقَكُمْ وعَذابَكُمْ {هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (١٤)} في الدنيا تكذيبًا به.

ثم أعْلَمَ ما لأهل الجنة عنده من الثواب، فقال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (١٥) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ}؛ أي: قابِلِينَ ما أعطاهم رَبُّهُمْ من الثواب وأنواع الكرامات، ونصب {آخِذِينَ} على الحال، ويَجُوزُ رفعُهُ في غير القرآن


(١) قال الفراء: "فلو قيل: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} فرفع "يَوْمُ" لكان وجهًا، ولَمْ يَقْرَأْ به أحَدٌ من القُرّاءِ". معانِي القرآن ٣/ ٨٣، وهذا الذي ذكر الفراء أنه لَمْ يقرأ به أحد قُرِئَ به في الشواذ، فقد قرأ ابنُ أبِي عَبْلةَ والزعفرانِيُّ: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} برفع {يَوْمَ}، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٤٦، البحر المحيط ٨/ ١٣٤.
(٢) ذكره النحاس بغير عزو في إعراب القرآن ٤/ ٢٣٧، وينظر: عين المعانِي ورقة ١٢٦/ ب.
(٣) الكتاب ٣/ ١١٧، ١١٩.
(٤) يعني النحاس، ينظر: إعراب القرآن ٤/ ٢٣٧.
(٥) ينظر: عين المعانِي ورقة ١٢٦/ ب، وما قاله السجاوندي هو ما قاله الزجاج من قبله.
(٦) هذا وهم من المؤلف، فإن قوله تعالى: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} ليس "هُمْ" فيه متصلًا في الخَطِّ بـ "يَوْمَ" فِي المصحف، وينظر: ما سبق فِي الآية ١٦ من سورة غافر ٢/ ٣٨٥ وينظر أيضًا: إيضاح الوقف والابتداء لابن الأنباري ص ٣٤٤ - ٣٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>