للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: هو نعت للرَّزّاقِ أو لذي القوة، أو على إضمار مبتدأ أو نعت لاسم "إنّ" على الموضع (١)، وقرأه يحيى والأعمشُ خَفْضًا (٢) على نعت القُوّةِ، وأصل القُوّةِ الطّاقةُ من طاقات الحَبْلِ وهي صَلَابَتُهُ، ثم جُعِلَ ذلك للإنسان ولغيره (٣).

والمَتِينُ هو القَوِيُّ المُقْتَدِرُ المُبالِغُ فِي القُوّةِ والقُدْرةِ، يقال: مَتُنَ مَتانةً: إذا قَوِىَ، قال الفراء (٤): كان حَقُّهُ: المَتِينةُ، فذَكَّرَهُ لأنَّهُ ذهب به إلى الشيء المُبْرَمِ المُحْكَمِ الفَتْلِ، كما يقال: حَبْلٌ مَتِينٌ، وأنشد الفراء:

٢٨٤ - لِكُلِّ دَهْرٍ قَدْ لَبِسْتُ أثْؤُبا

حَتَّى اكْتَسَى الرَّأْسُ قِناعًا أشْيَبا

مِنْ رَيْطةٍ واليَمْنةَ المُعَصَّبا (٥)

فَذَكَّرَ المُعَصَّبَ لأن اليَمْنةَ صِنْفٌ من الثياب.


(١) هذه الأوجه في رفع "المَتِينُ" ذكرها النحاس في إعراب القرآن ٤/ ٢٥٢، وينظر: مشكل إعراب القرآن ٢/ ٣٢٦، الفريد للهمداني ٤/ ٣٦٧ - ٣٦٨.
(٢) وهي قراءة النخعي أيضًا. ينظر: تفسير القرطبي ١٧/ ٥٦، البحر المحيط ٨/ ١٤١، الإتحاف ٢/ ٤٩٤.
(٣) قاله النقاش في شفاء الصدور ورقة ٦٢/ أ، ٦٢/ ب، وينظر: تهذيب اللغة ٩/ ٣٦٨، الصحاح ٦/ ٢٤٦٩.
(٤) معانِي القرآن ٣/ ٩٠، وهذا معنى كلام الفراء، وليس نص كلامه.
(٥) الأبيات من الرجز المشطور، لِحُمَيْدِ بن ثَوْرٍ، ونُسِبَتْ لِمَعْرُوفِ بن عبد الرحمن، ويُرْوَى الثالثُ:
رِياطَهُ واليَمْنةَ المُنَشَّبا
اللغة: الرَّيْطةُ: المُلاءة إذا كانت قطعة واحدة ولَمْ تكن لِفْقَيْنِ، وقيل: هي كل ثوب لَيِّنٍ، وجمعه ريطٌ ورِياطٌ، اليَمْنةُ: بفتح الياء وضمها، نوع من بُرود اليمن، وبُرْدٌ مُنَشَّبٌ؛ أي: مُسَهَّمٌ يُشْبِهُ وَشْيُهُ أفاوِيقَ السِّهامِ. =

<<  <  ج: ص:  >  >>