للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كُسِرَت الضادُ للياء (١)، قال المُؤَرِّجُ (٢): كَرِهُوا ضَمَّ الضاد، وخافوا انقلابَ الياء واوًا، وهو من بنات الياء، فكسروا الضادَ لهذه العلة، كما قالوا في جمع أبْيَضَ: بِيضٌ، والأصل: بُيْضٌ مثل: حُمْرٍ وصُفْرٍ، وأما من قال: ضازَ يَضُوزُ، فالاسم منه ضُوزَى مثل: شُورَى (٣). ومحل {ضِيزَى} رفع، نعت {قِسْمَةٌ}، و {قِسْمَةٌ} رفع لأنه خبر الابتداء، والابتداء قوله: "تِلْكَ".

قوله: {إِنْ هِيَ}؛ أي: ما هي، يعني: الأصنام {إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ (٢٣)} الآية، و"أنْتُمْ" رفع تأكيد للتاء والميم في {سَمَّيْتُمُوهَا}، و {آبَاؤُكُمْ} عطف على {أَنْتُمْ} (٤).

قوله تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا} قال الأخفش (٥): المَلَكُ مُوَحَّدٌ، ومعناه الجمع؛ ولهذا جَمَعَ الكناية؛ لأن المراد بقوله:


(١) ينظر: الكتاب ٤/ ٣٦٤، معانِي القرآن للفراء ٣/ ٩٨ - ٩٩، أدب الكاتب ص ٤٨٠، المقتضب ١/ ٣٠٤، معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٧٣، تهذيب اللغة ١٢/ ٥٢، معانِي القراءات ٣/ ٣٨.
(٢) هو مُؤَرِّجُ بن عمرو بن الحارث بن ثور، أبو فَيْدٍ السَّدُوسِيُّ البصري، نحوي لغوي شاعر نَسّابةٌ، ولد بالبصرة، وأخذ العربية عن الخليل، اتصل بالمأمون وسكن مَرْوَ وانتقل إلى نيسابور، وتوفِّيَ بالبصرة سنة (١٩٥ هـ)، من كتبه: المعانِي، الأنواء، غريب القرآن. [إنباه الرواة ٣/ ٣٢٧: ٣٣٠، بغية الوعاة ٢/ ٣٠٥، الأعلام ٧/ ٣١٨].
(٣) ينظر قول المؤرج في الكشف والبيان ٩/ ١٤٧، تفسير القرطبي ١٧/ ١٠٣، ومعنى كلامه أن من جعله مشتقًّا من ضازَ يَضُوزُ، وهي لغة حكاها الكسائي وأبو عبيدة، كان الاسم منه ضُوزَى على وزن فُعْلَى، ينظر: مجاز القرآن ٢/ ٢٣٧، الحجة للفارسي ٤/ ٥.
(٤) هذا غير صحيح؛ لأن قوله تعالى: {آبَاؤُكُمْ} معطوف على تاء الفاعل في قوله: {سَمَّيْتُمُوهَا}، وجاءت "أنْتُمْ" توكيدًا له ليصح العطف عليه.
(٥) لَمْ يتعرض الأخفش لهذه الآية، وإنما تعرض للآية ٤٧ من سورة الحاقة، فقال: "وقال: =

<<  <  ج: ص:  >  >>