للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفاء جعله جوابًا للاستفهام بالفاء، وقيل (١): بإضمار "أن"، وقد مضى نظيرها في سورة البقرة (٢) وذِكْرُ الخلاف فيها، فأغنى عن الإعادة هاهنا.

قوله تعالى: {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ}؛ أي: نَسْتَضِئْ من نوركم، قرأه العامة: "انْظُرُونا" موصولًا؛ أي: انْتَظِرُونا، و"انْظُرْ" بمعنى "انْتَظِرْ" كثيرٌ في التَّنْزِيلِ، وقرأ يحيى والأعمش وحمزة: {انْظُرُونَا} (٣) بقطع الألف وكسر الظاء، من الإنْظارِ؛ أي: أمْهِلُونا، قال الزَّجّاجُ (٤): ومعناه: انْتَظِرُونا أيضًا، قال الفَرّاءُ (٥): والعرب تقول: أنْظِرْني؛ أي: انْتَظِرْنِي، وأنشد عمرو ابن كُلْثُومٍ:

٣٣٩ - أبا هِنْدٍ فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْنا... وَأنْظِرْنا نُخَبِّرْكَ اليَقِينا (٦)


(١) هذا مذهب الخليل وسيبويه والمبرد وجمهور النحويين، ينظر: الكتاب ٣/ ٢٨، المقتضب ٢/ ١٣، إعراب القرآن ٤/ ٣٥٥، النكت للأعلم ص ٧٠٩.
(٢) الآية ٢٤٥، وهي في القسم المفقود من هذا الكتاب.
(٣) وهي أيضًا قراءة زيد بن عَلِيِّ وطلحة والمُطَّوِّعِيِّ. ينظر: السبعة ص ٦٢٥، القرطبي ١٧/ ٢٤٥، البحر المحيط ٨/ ٢٢٠.
(٤) قال الزجاج: "ومن قال: "أنْظِرُونا" بالكسر فمعناه: أخِّرُونا، وقد قيل: إن معنى "أنْظِرُونا": انْتَظِرُونا أيضًا". معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ١٢٤.
(٥) معانِي القرآن ٣/ ١٣٣.
(٦) البيت من الوافر، لعمرو بن كلثوم من معلقته، وأبو هند هو الملك عمرو بن هند.
التخريج: ديوانه ص ٥٦، معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ١٢٤، شرح القصائد المشهورات ٢/ ٩٧، تهذيب اللغة ١٤/ ٣٦٩، معانِي القراءات ٣/ ٥٥، إعراب القراءات السبع ٢/ ٣٥٠، الحجة للفارسي ٤/ ٣٠، جمهرة أشعار العرب ص ٢٨٠، الكشف والبيان ٩/ ٢٣٧، الوسيط ٤/ ٢٤٨، أمالِي ابن الشجري ١/ ٣٧١ - ٣٧٢، المحرر الوجيز ٥/ ٢٦٢، عين المعانِي ورقة ١٣١/ ب، تفسير القرطبي ٢/ ٦٠، ١٧/ ٢٤٥، شرح المعلقات السبع للزوزني ص ١٧١، اللسان: نظر، التاج: نظر، إلى.

<<  <  ج: ص:  >  >>