للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: واحدها: لِينةٌ، وجمعها: لِينٌ وألْيانٌ وليانٌ (١)، وأصلها: لِوْنةٌ، فقلبت الواو ياءً لكسرة ما قبلها، والعرب تسمي ألوان النخل كُلَّها لِينةً، قال الأخفش (٢):

٣٤٦ - قَدْ شَجانِي الحَمامُ حِينَ تَغَنَّى... بِفِراقِ الأحْبابِ مِنْ فَوْقِ لِينَهْ (٣)

وقوله: {أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا} يعني سُوقَها، فَلَمْ تَقْطَعُوها ولَمْ تُحْرِقُوها {فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (٥) أي: لِيُذِلَّ اليهودَ ويُهِينَهُمْ ويُحْزِنَهُمْ ويَغِيظَهُمْ، والواو بمعنى التكرار، ونصب {قَائِمَةً} على الحال، وقرأ عبد اللَّه بن مسعود: {قُوَّمًا} (٤).

قوله تعالى: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ} يعني من أموال بني النَّضِيرِ، يقال: فاءَ يَفِيءُ: إذا رَجَعَ، وأفاءَهُ اللَّهُ: إذا رَدَّهُ (٥) {فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ}؛ أي: على


= "ولو كانت من اللَّوْنِ قيل فِي الجمع: لِوانٌ". إعراب القرآن ٤/ ٣٩٢، وينظر: شفاء الصدور ورقة ١١٥/ أ.
(١) ألْيانٌ عند أبِي العباس ثعلب جَمْعُ لِيني، ذكره النقاش فِي شفاء الصدور ورقة ١١٥/ أ، وينظر: إعراب القرآن للنحاس ٤/ ٣٩٢، الصحاح ٦/ ٢١٩٧، الفريد للهمداني ٤/ ٤٤٦، عين المعانِي ورقة ١٣٣/ أ، اللسان: لون، البحر المحيط ٨/ ٢٤٣، الدر المصون ٦/ ٢٩٤.
(٢) البيت أنشده الأخفش كما ذكر الثعلبي في الكشف والبيان ٩/ ٢٧١ والقرطبي في تفسيره ١٨/ ٩.
(٣) البيت من الخفيف، لَمْ أقف على قائله، ويُرْوَى:
قَدْ جَفانِي الأحْبابُ حِينَ تَغَنَّوْا
التخريج: الكشف والبيان ٩/ ٢٧١، تفسير القرطبي ١٨/ ٩، البحر المحيط ٨/ ٢٤٠، اللباب في علوم الكتاب ١٨/ ٥٧٠.
(٤) وهي أيضًا قراءة زيدِ بن عَلِيٍّ والأعمش وطلحة، وقرأ ابن مسعود أيضًا: "ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينةٍ وَلَا تَرَكْتُمْ قَوْماءَ عَلَى أُصُولِها"، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٥٤، تفسير القرطبي ١٨/ ١٠، البحر المحيط ٨/ ٢٤٣ - ٢٤٤.
(٥) قاله الأخفش في معانِي القرآن ص ٤٩٧، وينظر: شفاء الصدور ورقة ١١٥/ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>