للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما أفاء اللَّه {مِنْ خَيْلٍ} يعني الفَرَسَ {وَلَا رِكَابٍ} يعني الإبِلَ خاصّةً، ومعنى {أَوْجَفْتُمْ}؛ أي: أسْرَعْتُمْ على الفَيءِ، والإيجافُ: إسْراعُ الدّابّةِ، والوَجِيفُ: السَّيْرُ السَّرِيعُ، يقال: وَجَفَ الرَّجُلُ وَأوْجَفْتُهُ، وَوَجَفَ الفَرَسُ والبَعِيرُ يَجِفُ وَجِيفًا، وهو سُرْعةُ السَّيْرِ، وأوْجَفَهُ صاحِبُهُ: إذا حَمَلَهُ على السَّيْرِ السَّرِيعِ (١).

وقال عبد الملك بن هشام (٢): {أَوْجَفْتُمْ} حَرَّكْتُمْ وأتْعَبْتُمْ فِي السَّيْرِ، قال تَمِيمُ بنُ أُبَيِّ بنِ مُقْبِلٍ:

٣٤٧ - مَذاوِيدُ بِالبِيضِ الحَدِيثِ صِقالُها... عَنِ الرَّكبِ أحْيانًا إذا الرَّكبُ أوْجَفُوا (٣)

والوَجِيفُ أيضًا: وَجِيفُ القَلْبِ والكَبدِ، وهو الضَّرَباتُ، قال قيس بن الخطيم:

٣٤٨ - إنّا وَإنْ قَدَّمُوا الَّتِي عَلِمُوا... أكْبادُنا مِنْ وَرائِهِمْ تَجِفُ (٤)

وهذا البيت في قصيدة له.

قوله: {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً} قرأ العامة بالياء، و {دُولَةً} بالنصب على معنى: كَيْ لا يكون الفيء دولةً، وقرأ أبو جعفر وهشام ويزيد بن القَعْقاعِ بالتاء


(١) قاله ابن قتيبة في غريب القرآن ص ٤٦٠، وينظر: التهذيب ١١/ ٢١٣، الصحاح ٤/ ١٤٣٧.
(٢) السيرة النبوية لابن هشام ٣/ ٦٨٥.
(٣) البيت من الطويل، لِتَمِيمِ بن أُبَيِّ بنِ مُقْبِلٍ.
اللغة: مَذاوِيدُ: جمع مِذْوَدٍ وهو المِطْرَدُ، والذوْد: الطَّرْدُ والدَّفْعُ، ومَذاوِيدُ هنا من المجاز.
التخريج: ملحق ديوان ابن مقبل ص ٢٦٢، أساس البلاغة: ذود، تفسير القرطبي ١٨/ ١٠.
(٤) البيت من المنسرح لِقَيْسِ بن الخَطِيمِ، ورواية ديوانه: "وَلَوْ قَدَّمُوا التِي".
التخريج: ديوانه ص ١١٦، السيرة النبوية لابن هشام ٣/ ٦٨٥، الأغاني ٢/ ١٦٩، البحر المحيط ٨/ ٤١٢، فتح القدير ٥/ ٣٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>