(١) من أول قوله: "وإنما كسرت الألف من إن" قاله الأخفش في معاني القرآن ص ٣٢٠، وورد أيضًا في الجمل المنسوب للخليل ص ٢٥٢. وقال سيبويه: "هذا باب آخر من أبواب "إنَّ"، تقول: أشْهَدُ إنَّهُ لَمُنْطَلِقٌ، فـ "أشْهَدُ" بِمَنْزِلةِ قوله: واللَّهِ إنهُ لَذاهِبٌ، و"إن" غير عاملة فيها "أشْهَدُ"؛ لأن هذه اللام لا تلحق أبدًا إلا في الابتداء. . . فإذا ذكرت اللام هاهنا لَمْ تكن إلا مكسورةً. . . ونظير ذلك قول اللَّه عز وجل: {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ}. الكتاب ٣/ ١٤٦ - ١٤٧. وينظر في هذه المسألة أيضًا: الأصول لابن السراج ١/ ١٨٢، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٣٧٩، شرح التسهيل لابن مالك ٢/ ٨٨ - ٨٩، ارتشاف الضرب ص ٢١١٤. (٢) "ساءَ" مُلْحَقٌ بـ "بِئْسَ"، ولهذا فإنه يأخذ أحكامه، وجاءت "ما" هنا بعد "ساءَ"، ومذهب سيبويه أن "ما" إذا جاءت بعد "نِعْمَ" أو "بِئْسَ" فإنها تعرب فاعلًا بهما؛ لأنها عنده معرفة تامة فلا تحتاج إلى صِلةِ، والجملة بعد "ما" صفة للمخصوص المحذوف، فالتقدير على مذهب سيبويه: ساءَ الشَّيْءُ شَيْءٌ كانوا يَعْمَلُونَهُ، وقد أشار سيبويه إلى ذلك إشارة سريعة في كتابه، فقال: "وتقول: إنِّي مِمّا أنْ أفْعَلَ ذاكَ، كأنه قال: إنِّي من الأمر أو من الشأن أنْ أفْعَلَ ذاك، فوقعت "ما" هذا الموقع، كما تقول العرب: بئْسَما لَهُ، يريدون: بِئْسَ الشَّيْءُ ما لَهُ". الكتاب ٣/ ١٥٦. وينظر أيضًا: إعراب القرآنَ ١/ ٢٤٧، ٤/ ٤٣٢، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٣٧٩، الفريد ٤/ ٤٧٢، شرح التسهيل لابن مالك ٣/ ٩، ارتشاف الضرب ص ٢٠٤٤ - ٢٠٤٥، همع الهوامع ٣/ ٢٥.